أصبح في امكان سكان بلدة دير الزهراني (قضاء النبطية) وجوارها المساهمة في تقليل انتاج النفايات البلاستيكية وتلوثها، من خلال جمع أكياس النايلون بدل أن ترمى وتمزج مع النفايات. فقد أعلنت بلدية دير الزهراني، الثلاثاء في 23 تشرين الأول 2018، مبادرة جديدة في سياق التخفيف من نفايات البلدة المنتجة، بإتاحة فرصة لكل شخص يجمع 25 كيس نايلون الحصول على كيلو خيار أو بندورة مجاناً من محل الخضار، وذلك تحت شعارما تكب جمع معنا
هذه الخطوة التي بدأت مع أول محل لبيع الخضار والفاكهة في البلدة، رفعت فيه لافتة كتب عليها إعادة الاستعمال هي أحد أوجه الفرز من المصدر، ستستكمل مع محال الخضار الأخرى التي تود التعاون مع البلدية، وهي على الرغم من بساطتها إلا أنه يمكن تطبيقها من دون أي مقابل لأنها لا تكبد الشخص أي كلفة أو عناء، إذا تم الترويج للفكرة بشكل صحيح
هذه المبادرة هي جزء من خطة بدأت البلدية تطبيقها في معالجة نفايات بلدتها، حيث وزعت أكياس قماش على مختلف المحال التجارية في البلدة، وهي متوفرة مجاناً لكل من يرغب باستخدامها، وفي بعض التعاونيات الغذائية بدأ استخدام أكياس الورق بدل النايلون، وحتى على صعيد الأفران والمخابز، بدأ العمل للتقليل من استخدام أكياس النايلون، وهي بالنسبة للبلدية خطوات تكمل بعضها من أجل الوصول إلى صفر نفايات من هذا النوع
وقد لاقت جميع هذه الحلول إقبالاً واسعاً من سكان البلدة، لاسيما النساء منهم، وفق ما يؤكد رئيس البلدية حسين الزواوي لـ”المدن”. إذ وصلت نسبة الذين بدأوا استخدام أكياس القماش إلى نحو 60% من السكان. وكذلك رحبت مجموعة من الناشطين والجمعيات البيئية بهذه الخطوات، إذ حيت مجموعة صحة ولادنا خط أحمر البلدية على سعيها لتشجيع المواطنين على التخفيف من انتاج النفايات وإعادة الاستعمال، متمنية على كل البلديات المبادرة إلى تجربة مماثلة
اللافت في الموضوع أن البلدية عملت في الآونة الماضية على تشجيع السكان على الفرز من المصدر، وحالياً تلتزم 200 وحدة سكنية في البلدة بذلك. وهي تضع النفايات بعد فرزها في مستوعبات مخصصة لكل واحدة منها، وهي نوعان، واحدة للنفايات الصلبة وأخرى للنفايات العضوية. ومن ثم يتم نقل النفايات القابلة لإعادة التدوير الى هنغار وضعته البلدية في عقار تابع لها، لتباع لاحقاً الى الشركات التي تعمل على إعادة تدوير النفايات، وفق الزواوي
إلى ذلك، حذرت البلدية جميع المعنيين من رمي النفايات العشوائية على طول الطريق الممتد من مفرق رومين وحتى الجسر، على أن يكون هناك دوريات يومية لملاحقة كل من يقوم بمثل هذه الاعمال غير الأخلاقية، على حد تعبيرها، فيما بدأت في الأيام الماضية المرحلة الأولى من تنظيف مجرى نهر الزهراني والجسر
ويقول الزواوي إن النفايات التي يتم رميها الى جانب الطريق هي من خارج البلدة، وإن أهالي البلدة حريصون على معالجة نفاياتهم بطريقة بيئية، والدليل أن جزءاً كبيراً منهم التزم الفرز والعمل على التقليل من النفايات. لذلك تعمل البلدية على اكمال هذا المشروع بقدراتها الذاتية وبمساعدة إحدى الجمعيات، لأن الملف البيئي يلقى اهتماماً واسعاً منها ومن اللجنة البيئية التي تضمها وتنشط كثيراً في ملف النفايات