بقلم// جهاد أيوب
شارل_أزنافور رحل…رحل عن دنيانا ومعه الفن الجميل
شارل أزنافور… ذاك الإحساس الطالع مع زهور الكون بعطور الجمال غيبه الموت ومعه ذاكرتنا الناصعة بفنه
شارل أزنافور مجموعة أصوات في صوته المنعش، والمرهف قد رحل ومعه خبايا ذاك الزمان المختلف عن هذا الزمان بكل تفاصيله وفنونه
شارل كم استمتعنا بفنك الراقي…وكم اكتشفنا أن الانسجام مع الصوت والكلمة والنغم أعطانا نتيجة جعلت من فن الغناء قيمة، وكنت أنت قيمتها
أزنافور شاهدناك متألقاً في أمسيات لبنان، وعلى كل مسارح العالم، وخطفنا من غناء صوتك باقات ورد، أشعلت وجودنا بلحظات ذهبية
تحديت العمر، ولم تبخل عليه من نشاط روحك، ولم تفكر يوماً بأن تبعد نشاطك عن فنك
استمراريتك مدرسة، وكياسة تعاملك مع صوتك أسطورة وجب تدريسها، واختيارك للكلمة الأنيقة ثبت أنك أهم أصوات فرنسا، والأكثر ركائز أصوات العالم
لم تنزل عن عرشك، ولم تبعد الفن عنك، ولم تتنازل
شاركتنا احلامنا، وزرعت بين العمر الفرح والانتظار
لم ترتكب فعل الخيانة لوطنك الأصلي، ولشعبك ولأهلك ولتاريخك
شارل أزنافور يختزل حضورة بتحديه العمر بكل اتزان السيرة التي على كل من يدخل الفن أن يتعلم في مدرستها، وفرضت ذوق الجمال بأداء يغمره الحنين إلى طفولة العشاق، وأغنى الفن بمسؤولية خميرة النغم حيث رسمت أعمارنا على ورق النوتات، وخطف الشمس إلى عالم الأضواء دون أن يحرق صوته بل ارسل لنا دفء الاستمتاع
شارل ازنافور رحل عن دنيانا تاركاً لنا ذاكرة مجبولة بالصوت الرنان والأمين