في ليلة تضوّعت بروائع التراث الأصيل، أحيا أسطورة الغناء العراقي الموسيقار الفنان إلهام المدفعي، حفلاً كبيراً في قاعة الشيخ جابر العلي بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وصودف أن تزامن الحفل مع الذكرى الخمسين لمسيرة المدفعي، الذي اعتبره الكثيرون أول نجوم الموسيقى العربية العابر لجسور الثقافات شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، حيث غصّت قاعة المسرح بالمئات من عشاق الطرب، الذين تسمروا على مقاعدهم طوال فترة الحفل، الذي امتد لساعتين بعد الترحيب بالجمهور، عبّر عريف الحفل محمد المدفعي نجل الموسيقار الهام المدفعي عن فرحته العارمة بزيارة الكويت، كاشفاً عن أن والده الفنان إلهام المدفعي لطالما حدثه عن عشقه لهذه الأرض الطيبة، التي احتضنته في بداية مسيرته الغنائية خلال مطلع السبعينات من القرن الماضي. ولفت المدفعي الابن إلى أن هذا الحفل إهداء من والده إلى روح الفنان الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي زرع الابتسامات على شفاه الناس على مدى أكثر من نصف قرن، وإلى شريكة حياته ورفيقة درب النجاح زوجته هالة بعدها، اعتلى الفنان المخضرم إلهام المدفعي خشبة المسرح، فانطلقت صافرات الإعجاب في أركان القاعة، قبل أن يحتضن المدفعي غيتاره ويعزف على أوتاره أغنية «الله عليك»، التي سخنت الأجواء منذ الاستهلال و صدح فيها صوت العراق المثقل بالهموم والأحزان
ثم شدا بأغنية «البنت الشلبية» ، تبعها بالأغنية الشهيرة «بين العصر والمغرب» حيث لاقت تفاعلاً وانسجاماً كبيرين من جانب الجمهور فجأة.. دقت طبول الفرح، وصدح صوت «الكاسور» فاشتعلت الأكف تصفيقاً على أنغام «خطار»، تلتها أغنية «يا عذولي»، فأغنية «فوق النخل فوق»، التي عزفت على شغاف القلوب أعذب الألحان كما غرّد المدفعي بأغنية «يا محمد بويا محمد»، ليمازح جمهور النساء بأغنية «حلوة يا البغدادية»، بعدما استبدلها لتصبح «حلوة يا الكويتية… أم الخدود الوردية»، وكانت الأغنية مسك ختام الفصل الأول من الحفل بعد استراحة مدتها عشرون دقيقة، استهل المدفعي الفصل الثاني، بأغنية«أشقر وبشامة»، ثم قدم أغنية لو مال ولم يغفل المدفعي أن يستذكر مآثر ومناقب صديقه الفنان الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا، مزيحاً الستار عن أنه أعد هدية خاصة إلى روح «بوعدنان»، وهي أغنية بعنوان «اسكني يا جراح»، حيث انضم إلى الفرقة العازف الكفيف عبداللطيف غازي ليشارك بالعزف على آلة الساكسوفون خصيصاً في هذه الأغنية في غضون ذلك، خاطب المدفعي جمهور مركز الشيخ جابر الثقافي قائلاً: «الكويت الحبيبة هي إحدى المحطات التي انطلقت منها، وفيها ذكريات الزمن الجميل، إنها ذكريات أهل، غمروني بطيبتهم، وأناس آمنوا بموسيقى إلهام المدفعي منذ ذلك الحين». وتابع قائلاً: «بعد رحلة طافت بي مسارح العالم، حملت الموسيقى لكل الأرض، لأعود اليوم إلى حيث تشدني العاطفة لاسترجاع تلك الأيام الرائعة بين أهلي وأصدقائي في الكويت، لنحتفل معاً بخمسين عاماً من الإلهاميات التي جابت أرجاء العالم ولم تنته وصلة الطرب الأصيل عند ذلك الحد، بل روى الفنان المخضرم عطش الجمهور بأغنية «شربتك المي»، ثم أبدع بغناء «بزر نقوش»، حتى أطرب الحاضرين بأغنية ” جل جل عليي الرمان ” هي أغنية عراقية تراثية مشهورة لمعانيها السياسية الممزوجة بالمعاني العاطفية