بقلم//جهاد أيوب
سوريا التي تعرضت إلى حرب عالمية، وخيانة من أولاد العم والخال والدار مقبلة على ورش اعمار عالمية، وقد تكون الاضخم في هذا القرن، والخاسر الاكبر من المشاركة في هذه الورش هو هذا التخلف السياسي اللبناني الذي ساهم ويساهم في إذكاء نار الحقد والتفرقة مما قد يبعد العامل، والتاجر والمهندس، والمثقف والفنان اللبناني عن المشاركة والاستفادة
منطق العلاقات بين الشعوب محكوم بالجغرافيا، وللأسف منذ بناء الكيان اللبناني وهذه الحقيقة مغيبة، لا بل بعضنا ينكرها حقدا، وقد تجده من أصول سورية، وكاذب من يقول أن العلاقات الاجتماعية والثقافية بين لبنان وسوريا طبيعية خلال السنوات الاخيرة، وما حدث في الحرب على وفي سوريا جعل الشرخ يكبر، ولم يعد باستطاعة المجتمع السوري مسامحة من شارك في تدمير وطنه وبالاخص من اللبنانيين، واصبح يسأل، وينقب، ويبحث إذا كان هذا اللبناني يؤيد المقاومة أو ضدها، وعلى هذا الاساس يتم التواصل
وحتى اكون منصفا يجب أن نعترف أن وجود القوات السورية سابقا في لبنان أصاب شريحة من اللبنانيين بالحقد على السوريين لم نتمكن من علاجه، وهذا خطأ كبير منا قبل غيرنا لأن الهوة تعاملنا معها سياسيا، وليس اجتماعيا
اقصد من كل ما ذكرته أن الخلل وقع بين البلدين والشعبين والمجتمعين رغم القرابة والتقارب والتشابه، والكثير من الامور المشتركة، وقد يسامح المجتمع السياسي، ويطنش من اجل مكاسب سياسية، ولكن المجتمع وفرده لن يسامح، ولن ينسى بسرعة، وتحديدا في الظروف الراهنة وما بعد الحرب، من هنا المطلوب من شخصيات المجتمع المدني المؤلف من إعلاميين وفنانيين ومثقفين ورياضيين أن يتحركوا ضمن دائرة الجغرافيا، والتواصل الاجتماعي، والتواصل الاقتصادي لردم الهوة
نعم علينا الاعتراف أن شخصيات اعتبارية بالمشهد الثقافي اللبناني السوري مغيبة، هؤلاء يؤثرون وفاعلون في صد صناع الأزمة من صبيان “السوشال ميديا”، والتراشق السياسي والإعلامي العنصري
ما حدث بين البلدين هو سعار بدأت فيه الحرب اللبنانية في عام 1975، وهو ذاته الذي بدأت فيه الحرب على سوريا
هذا السعار أبعدنا عن عدونا الاساسي أي إسرائيل، عدوتنا التاريخية، والتي تعمل على سحقنا، وهذه الازمة المتمثلة في ترسيخ الهوة بين الشعبين، والدولتين من دلائل حضور عدونا، وبأيدي عملاء الداخل
نحن لسنا من جماعة المؤامرة، ولكن من الغباء أن لا نؤمن بها ونحن نشاهدها في كل مراحل حياتنا المصيرية، وعلينا التنبه أن المؤامرة تغلغلت وتربعت
على المثقف، والفنان، والمجتمع المدني اللبناني والسوري أن يتحرك اليوم قبل الغد، نحن منوعون بالأراء، وهذا ليس عيبا، ونحن مختلفون بالثقافات، وهذا ثراء، ونحن منوعون بالعادات، وهذا يزيدنا تلوينا كي نكون الافضل، لا بل هذا يبعد فرص الرهانات على المشاريع الخارجية، والتي تتحكم بأهل القرار، ونحن كالجرو نسير من خلفهم
المفروض من رواد المشهد الثقافي والفني والإعلامي والرياضي بين البلدين الابتعاد كليا عن منطق العنصرية، والرؤية الضيقة، والعصبيات، وان لا يدخلوا بأتون الجهل، وحرق الاصابع، وذبح الذات من خلال كلامنا القبلي والمتطرف التافه، والمفروض تعميم حوارات فيما بيننا، وليس عصبيات مفلسة في المواجهة الإنسانية
البقرة وقعت، والمؤثر افتعل فعلته بخط رسم له، والبعض شارك جراء عنصريته، ومن دفع وخطط ويسر يسعده ان تكبر فضيحة ادعاء الغباء بعنجهية الغرور والمناطقية، ومن الخطأ خروج الشخصيات الاعتبارية للثرثرة فقط، وأن لا يبقى الإعلام شاهدا لتزوير الحقائق، وبوقا في شحن النفوس جراء السبق الصحفي، ومن لا يؤمن بالعنصرية عليه أن ينشر الحقائق لا أن يساهم في نشر النعرات
ما يحدث معنا وبيننا الان دليل على ان الثقافة في المنطقة فشلت، ولم تتمكن من صنع قانونا إنسانيا يغني الفكر والتصرف، ويتمكن من السيطرة على واقعية الواقع المخيف، ويغيب فهم واستيعاب تداخل الحريات والعادات، والثقافات المسؤولة
للأسف نحن نعيش انفلاتات الوجود، واصبحنا وقود العيش وليس ضحايا الجهل فقط، لا بل نحن سخافة في العيش والوجود، نحن وقود الفتنة بدراية ومن دونها
ننام اليوم، وغدا نستيقظ لنجد أننا صناع الفتن بعنجهية لا معرفة فيها، وبغرور يتربع فيه الجهل، فتنة تصاحبنا لتدل على عقولنا السخيفة…لذلك نحتاج إلى تنبه أهل التنوير، والاعتراف أن السوشال سبقتنا، والمشاكل العنصرية تحاصرنا
نحتاج إلى الوضوح في خطابنا بشكل عام، وخاصة في المنزل، ومع الاسرة، و وفي العمل والمهنة، والاعتراف أن الحركة التواصلية العنكبوتية اسرع منا، وسهلة الاستخدام، وأن المثقف أصبح عاطلا عن التنوير، وهو شريك في التأمر
نحتاج إلى مصالحة مع ذواتنا، والتعرف على حياة فيها الاحترام للانسان المسكون فينا والموجود بالآخر حينها نطور من يستخدم “السوشال ميديا” المعاصر، لا أن يستخدمنا هو بحجة التطور
نحتاج إلى قانون إنساني ديمقراطي ديني يربينا، ويجمعنا ونؤمن به، لا أن نتعصب له
المطلوب ندوات مشتركة فكرية وسياسية وفنية وثقافية، انفتاح الجامعيين على مشاريعهما بين البلدين، أعمال غنائية جامعة وليس شخصية، تهذيب الخطاب الإعلامي…والأهم أن نعترف أن هنالك هوة تكبر، وعلينا اصلاحها الان قبل أن نغرق بحقدها، وفوضاويتها، ونصرخ مع سماسرتها في النظام السياسي الزعماتي
#جهاد_أيوب
#سوريا
#entawayn
#لبنان