بيروت – ريم شاهين تألّق طلاب الأوّل ثانوي في مدرسة “القلب الأقدس- الفرير الجميزة” أمس على مسرح الجميزة بمسرحية “كفر سلام” أيّ قرية السلام، من تأليف وإخراج الأستاذ جوزف هوا، وذلك بحضور المسؤولين في المدرسة و أعضاء هيئة التدريس والأهالي ولفيف من الكهنة والرهبان وكان لافتاً حضور القيّم الأبرشي لرعية البترون الأب بيار صعب وزوجته مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لورسليمان صعب، اللذين حضرا خصيصاً من أجل تشجيع بطل المسرحية الرئيسي، الطالب إيلي بيار صعب، والذي جاء إختياره بعد مداولات وتجارب خضع لها عدد من الطلاب من قبل الأستاذ هوا والمخرج جو قديح والأستاذ جلال خوري، لنيل دور الفرير جان. في الوقت الذي توزعت فيه بقية الأدوارالذين تمّ إختيارهم لأداء أدوار مختلفة منها الإخوة والأم والأب و طلاب يعانون من مشاكل مع ذويهم وطلاب جسدوا دور الطالبين العاشقين من ديانتين مختلفتين المسيحية والإسلام. كما جسد عدد من الطلاب أدوار جيوش الإحتلال
مواضيع إجتماعية مختلفة تناولتها المسرحية من خلال عنوان رئيسي وهو تأثير الإخوة اللساليين في حياة أبناء الضيعة وقبل بداية العرض قدّم الطالبان جوي متى ومحمد ملاح عزفاً على الغيتار، ثم تحدث الأستاذ هوا ورحب بالحضور، مشيراً إلى أنّ المسرحية تسلط الضوء على مسيرة الفرير ورسالتهم وفي قال الأستاذ هوا في حديث صحفي بأنّ المسرحية هي نتاج السنة ، إذ تخصص المدرسة كل عام 15 يوماً من العام الدراسي للإضاءة على حياة ورسالة الإخوة اللساليين، لافتاً إلى أنّ هذه السنة وعوضاً عن التركيزعلى أنشطة وأبحاث وقراءات ، إرتأى أن يقدّم عملاً مسرحياً روحياً، تربوياً وإجتماعياً، في نهاية العام الدراسي بعد التداول مع الإدارة و أضاف أنّ هذا العمل جاء نتيجة للتباحث وأخذ آراء الطلاب بدور الفرير، وبالتعاون مع القيمين كتب أستاذ هوا المسرحية و إختار أبطالها والمشاركين فيها
ثمّ بدأ عرض المسرحية التي تمحورت حول الفرير جان الذي يأتي إلى ضيعة “كفر سلام” الخيالية ليحدث تغييراً فيها وينشر المحبة والسلام بين أبنائها وشارك في المسرحية ما يقارب 45 طالباً، وأبرزأبطالها هم الطلاب إيلي صعب وأحمد مزبودي وريتا نخلة وجاد بدران وماڤريك بوعسلي وجايسون شبيروجان كلود عيد وإيدي جرداق وماريو جريج “كفر سلام”، قصة خيالية عن ضيعة لبنانيّة أبرزها يوماً بعض الأخوة اللاساليين لتأسيس مدرسة وتعليم أبنائها. وسرعان ما إنتشرت أخبار هذه المدرسة في الضيع المجاورة مما دفع العديد من أهاليها المسيحيين والمسلمين إلى تسجيل أبنائهم فيها ولو تكبّدوا مشقّة التنقل البعيد. غيرأنّ نار الحرب العالميّة ما لبثت أن نشبت واضطر الإخوة إلى مغادرة البلد تحت تأثير الإحتلال.لكن الروح التي بثّها الإخوة في نفوس أبنائها كانت دافعاً قوياً لصمود هذه الضيعة لتعود وتستقبل من بقي حيّاً منهم في إحتفال حمل العديد من المفاجآت
و في أحاديث أجريت مع الطلاب، قال البطل إيلي بيار صعب والذي يؤدي دور الفرير جان ويقدّمه باللغتين العربية والفرنسية، بأنّ التحضير للمسرحية إستغرق ما يقارب الشهر ونصف، مرّ خلالها الطلاب بلحظات من التفاؤل ولحظات من اليأس والخوف، إلاّ أنّهم تمكنوا من تخطي كل الصعوبات بدعم من الأستاذ هوا وتوظيف جهودهم لتقديم المسرحية بمستوى يليق بالرسالة التي تبعث بها وأضاف صعب أنّ الدوركان يتطلب الكثيرمن الجهد، وأنّه كان ملماً ببعض الأمور لتأثره بوالده الخوري بيار صعب والرغبة التي لديه بأن يصبح كاهناً ويدرس اللاهوت، نافياً وجود أي رغبة في الإتجاه نحو عالم التمثيل إلا في حال كان العمل المسرحي ودوره يأتي في إطار خدمة الكنيسة
أما الطالب أحمد مزبودي و الذي يؤدي دور الشاب المسلم المغروم بريتا الفتاة المسيحية، فقال أنّه وجد صعوبة كبيرة في أداء دوره لأنّ الدور كان يتطلب كثيراً من التفاعل وإبراز المشاعر بين عاشقين فرقتهما الحرب وأعرب مزبودي عن رغبته بخوض غمار التمثيل في المستقبل إذا حالفه الحظ وحصل على فرصة لإبراز موهبته ومن جهته الطالب ماريو جريج الذي يؤدي دور فرير روجيه في المسرحية، الفرير الذي يساهم في إرشاد الطلاب ووضعه على السكة السليمة وتعزيز إيمانهم بالله. وعن دوره، قال أنّ الدور يتطلب جهداً قدرة على إيصال الرسالة، لافتاً أنه قد يفكّرفي دخول عالم التمثيل يوماً ما
وجسدت الطالبة جولي حرب دور الغجرية التي تتنقل بين المناطق، لتصادف يوماً الفتاة التي تنتظر عودة حبيبها بشوق. وأشارت جولي أنّ دورها ليس تمثيلياً بقدر ما هو غنائياً فهي تشارك بكافة النشاطات الفنية في المدرسة، لذا سخّر المخرج موهبتها الفنية في خدمة المسرحية، وهي تطمح يوماً للشهرة سواء غناءً أو تمثيلاً كذلك الطالب جاد بدران شارك بالمسرحية بدور الشاب الذي يطمح أن يصبح عسكرياً ليحمي وطنه، وإختياره جاء من بين أكثر من شخص خضعوا لتأدية هذا الدور. وأشار إلى أنّ حلمه التمثيل وسبق وشارك في عدة نشاطات في مجال التمثيل أما الطالبة إليسا والتي تميزت بأدائها حين قدمت “زلغوطة” معبرة عن فرحها بدخول أولادها المدرسة بمساعدة الفرير جان
والمفارقة كانت أنّ معظم الطلاب الذين لعبوا أدواراً لافتة يرغبون بدخول عالم التمثيل إلا البطل إيلي صعب الذي يفضّل التوجه لدراسة اللاهوت وخدمة الكنيسة كان الأقرب من دوره التمثيلي، لتمسكه به في الواقع وحين حاولنا النظر إلى وجه الخوري بيار صعب وإلى زوجته مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان أثتاء أداء إبنهما للدور، وجدنا نظرات الإعجاب والفخرمرسومة على وجههما، لكن مع بعض الإنتقادات بطريقة عفوية لا تخلو من الطرافة، حين تطلب الأمر مجهوداً مضاعفاً من إيلي في أدائه للدور أما من شاهد المسرحية بدون أي عاطفة، لوجد أنّ الدور الذي جسده إيلي كان صعباً وهو أجاد في لعب دور الفرير جان، إذا لم نأخذ في الحسبان الخوف والإرتباك الذي إنتابه و رفاقه على خشبة المسرح، فالممثل المحترف يشعر برهبة
المسرح في كلّ مرة يواجه فيها الجمهور، فما هو شعور الطلاب وبعضهم يصعد لأوّل مرة على خشبة المسرح، جميعهم تقريباً يخوضون تجربة التمثيل للمرة الأولى تحية تقدير توجّه إلى إدارة مدرسة الفرير الجميزة، للمجهود الذي تبذله في توظيف مواهب الطلاب في نشر رسائل الحب والسلام واللاطائفية بأسلوب فني ترفيهي