SHOUHADA AL KA3E ENTAWAYN (1)

ودعت بلدة القاع شهداءها الخمسة الذين قضوا من جراء التفجيرات الإرهابية، التي نفذها انتحاريون أربعة فجر الاثنين الماضي، ومن بينهم شقيق الزميل في “الوكالة الوطنية للاعلام” طوني وهبي الشهيد ماجد وهبي
وتحولت مراسم الجناز والدفن إلى عرس للشهادة، وسط أجواء من الحزن والألم ودموع
الأهل والأحبة، وفي ظل تدابير أمنية مشددة للجيش اللبناني وبقية الأجهزة الامنية
وأدخلت النعوش البيضاء التي لفت بالعلم اللبناني إلى كنيسة مار الياس في البلدة مرفوعة على الأكف، على وقع نشيد الموت وترانيم القيامة
وكان موكب الجثامين الذي انطلق من مستشفى الهرمل الحكومي والبتول وصل الى مسقط راسهم القاع، قرابة الثالثة والنصف من بعد الظهر

SHOUHADA AL KA3E ENTAWAYN (2)
وترأس مراسم الجنازة ممثل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام راعي أبرشية بعلبك – الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال وعاونه لفيف من الكهنة
وحضر مراسم الجنازة ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب اميل رحمه، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير السياحة ميشال فرعون، ممثل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق محافظ بعلبك بشير خضر، ممثل رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الوزير السابق نقولا صحناوي، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل وزير الإقتصاد ألان حكيم، السفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريال كاتشيا، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع النائب انطوان زهرا، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن حسن المعلم، ممثل نقابة المحامين المحامي سميح البشراوي، ممثل حركة “أمل” والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عباس شريف، وأحزاب سياسية وأجهزة أمنية وحشد شعبي كبير
بعد تلاوة الإنجيل، تلا الرقيم البطريركي مطران طرابلس للروم الكاثوليك إدوار جاورجيوس ضاهر، وجاء فيه: “القاع الحبيبة المفجوعة بأبنائها شهداء وجرحى التفجيرات الارهابية تنادينا جميعا لكي نكون معا، مطارنة وكهنة ورهبانا وراهبات ووزراء ونوابا وممثلي الدولة والأحزاب صفا واحدا مع هذه البلدة المباركة التي تودع اليوم شهداءها، وهي تتذكر شهداء القاع في الحرب اللبنانية
القديس بولس يقول: “إذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء”، فنحن اليوم مجتمعون في هذه الصلاة الجنائزية الخاشعة قلبا واحدا مع ابناء وبنات القاع الأحباء. كان بودي أن اكون معكم كأب مع الأسرة الرومية الكاثوليكية الواحدة والأسرة اللبنانية الواحدة، لكن سفري اليوم بالذات الى الخارج منعني من ذلك، لكني أردت أن أقوم بزيارة روحية تفقدية فزرت أمس في مشفى الجعيتاوي الجريح مروان ليوس، وقلت كلمتي أمام وسائل الإعلام تضامنا مع البلدة، وشكرا للجيش والأمن وطلبا للمزيد من الحذر أمام ما يتربص لبنان من مؤامرات شريرة
إننا نترحم على أرواح الضحايا الأبرياء، وكلهم من أبناء رعيتنا وأبرشيتنا الحبيبة بعلبك وكنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية، ونصلي لأجل شفاء الجرحى في المستشفيات ونقدم التعزية لأهل الضحايا الأحياء، كما نعزي راعي الأبرشية المطران الياس رحال الموقر وابن القاع المطران جاورجيوس ادوار ضاهر وراعي الرعية الاب إليان نصر الله الجزيل الاحترام، ونوكل أخينا المطران الياس رحال ليمثلنا في هذه الصلاة والوداع لشهداء القاع
ونقدم التعازي باسم سينودس كنيسة الروم الكاثوليك، وبنوع خاص باسم مطارنة لبنان، وندعو إلى التضامن المالي والمادي مع الاسر المفجوعة والمتضررة من قبل الأبرشيات وأبنائنا المقتدرين. ونشكر أخينا المطران يوحنا عصام درويش الذي قام بفتح حساب خاص لهذا الغرض. ولتكن نفسهم مع الصديقين، ولتكن ذكراهم مؤبدة

وألقى رحال عظة قال فيها: “ان “القاع هي الصخرة التي عليها تكسر الارهابيون والى اقصى الجحيم نزلوا، فتحت لهم ابواب الجحيم اما شهداؤنا ففتحت لهم ابواب السماء والى هناك انتقلوا وسيدفَنون في ارض القاع ارض الشهداء والكرامة والعزة
اضاف: “ان ارض القاع اصبحت صخرة الايمان والمحبة والرجاء، وان ايماننا قوي ورجاءنا ثابت لا يتزعزع، نحن أبناء هذه الارض وسنبقى فيها ولن نتزحزح ولو قدمنا الشهداء تلو الشهداء، الارض ارضنا وهي أبواب القداسة
وتابع: “جميعنا، مسيحيين ومسلمين عيشنا واحد وحياتنا واحدة، لا نفرق بين دين ودين وبين طائفة وطائفة وبين انسان وانسان، كلنا واحد، يد واحدة وقلب واحد، نقول لشهدائنااذهبوا بسلام، ولن يرهبنا لا ترهيب ولا تكفير وانتم في قلوب كل اللبنانيين الذين ضحيتم في سبيلهم”، مشددا على ان “شهداء القاع وقفوا بوجه الارهابيين وقدموا حياتهم في سبيل جميع المواطنين اللبنانيين
وطالب رحال بأن “تكون منطقة مشاريع القاع منطقة عسكرية تامة كي لا تعاد الفاجعة، واغلاق جميع الثغرات التي يتسلل منها الارهابيون
وختم :”أبناء القاع يريدون ان تصل مياههم كاملة الى أرضهم، هم لا يميزون بين صديق وغريب، نحن واحد في هذه المنطقة، سنعيش مع بعضنا البعض قلبا واحدا ويدا واحدة
اما كاتشا فقال: “انا حامل تعاطف ومحبة البابا فرنسيس، ونحن نعزي العائلات التي أصابها الألم الكبير ونحاول ان نمسح دموع الأب والأم والابن والأخ والأخت”، معتبرا ان “الشر دائما طريقه مقفلة، ويجب ألا ننجرف مع الشر والعنف ولغة الشر
وقال:”ان المسيح يقول أحبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم، من الصعب فهم كلام المسيح، والأصعب هو كيف نعيشه، هذا الكلام يعطينا السلام الحقيقي
أضاف:”ان الزهور التي تزين نعوش الشهداء هي رمز الانبعاث والأمل والرجاء، ونريد ان نبتهل الى الله ليوقف كل الحروب واعمال العنف في العالم، ونطلب من السيدة العذراء أن نكون شهودا حقيقيين امام المصاب الذي ألم بنا، وأن تعطينا الايمان الحقيقي بالقيامة، المسيح قام
بدوره، قال شريف: “شكرا للدماء التي حمت منطقتنا وللاشلاء التي تناثرت لصون وحدة كياننا وطننا لبنان”، معتبرا ان “الجود احيانا بالكلمة الطيبة جيد، انما يبقى الجود بالنفس أقوى الغايات
وسأل: “هل ذنب شهداء القاع انهم أبناء المسيح الذي قال: من ضربك على خدك الأيمن در له الأيسر؟”، لافتا الى ان “خير الكلام ما خرج من القلب، لذلك أقول لكم ان دماء الشهداء لن تثبط عزيمتنا وسنبقى ندافع عن كل ذرة من تراب أرضنا بكل غال ونفيس”. وشدد على ان “هؤلاء الارهابيين لا يمتون الى ديننا بصلة، وكلنا اما إخوة في الدين او في الخلق، ونسأل الله الراحة لشهدائنا وأن يديم علينا الجيش اللبناني حامي وحدة لبنان وكرامته وشرفه
وبعد انتهاء المراسم والكلمات، نقلت جثامين الشهداء الى مدافن البلدة

SHOUHADA AL KA3E ENTAWAYN (1)