أطلق محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب فعاليات المئوية الأولى لميدان “بارك بيروت”، في ميدان سباق “بارك بيروت”، في حضور وزيري السياحة ميشال فرعون والدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج والرئيس المنتخب للمجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني. وألقى فرعون كلمة قال فيها: “نتمنى العيش أجواء من الفرح في المهرجانات الصيفية، فنحن نرفض العنف الذي نعيشه في المنطقة ونتمسك بالحرية والديموقراطية. إن الحدث اليوم ليس عاديا لأكثر من سبب، فالسبب الأول لأن الرئيس الجديد للمجلس البلدي لبيروت جمال عيتاني حاضر بيننا، وجميعنا نعول على ترك قضية المجلس البلدي والإنتخابات، لكي نطوي صفحة بالتعاون مع محافظ بيروت القاضي زياد شبيب الذي يقوم بعمل رائع منذ تسلم مهامه، على امل أن ننطلق بصفحة من العمل جميعنا
أضاف: “أتمنى أن نعمل يدا واحدة لبيروت وأهلها، فالحدث اليوم هو مئوية سباق بارك بيروت مما يعيدنا إلى أيام سابقة وقديمة. إن البارك كان واجهة للبنان، بحيث كان الجميع يأتي اليه من كل العالم. كما كان حتى عام 1975 ضمن الخارطة السياحية اللبنانية وضمن برامج السياح، وكل ما أصابه بسبب التدمير والقصف الإسرائيلي وعدم الاهتمام الكافي من الدولة للنهوض به من جديد، لم يجعله الأهم في المنطقة، واتمنى أن يعود إلى الواجهة”. وشكر فرعون “رئيس لجنة مئوية ميدان بارك بيروت جمال ابراهيم لجهوده”، متمنيا “تطبيق مشاريع لبارك بيروت من أجل رفع المستوى وفتح سباقات على المستوى العالمي”، وقال:”إن الحدث بالنسبة إلي مهم جدا لأنه في دم عائلتي، ونحن يهمنا أن يبقى البارك وتبقى بيروت الواجهة الكبيرة، ونتمنى ان نعيش مهرجانات في بارك بيروت ونطبق الخطة ليعود هذا المكان على مستوى عال جدا، ويجب ألا ننسى الجواد العربي واللبناني وتاريخه
من جهته، قال دو فريج: “لن أتحدث كوزير، بل كعضو في لجنة بارك بيروت بطريقة مباشرة منذ عام 1975، وبطريقة غير مباشرة منذ عام 1988. خلال الحرب الأهلية وحتى عام 1982، كان الميدان مفتوحا. ومنذ قصفته اسرائيل أصبحنا نناضل يوميا للمحافظة عليه، وكنا نذهب من خيبة أمل إلى اخرى. اليوم، أنا متفائل، فمنذ سنتين تماما عندما تسلم القاضي شبيب محافظة بيروت وتم تعيينه زرته في مكتبه لمدة ساعة من الوقت حاملا في يدي ملف ميدان بارك بيروت. ومنذ ذلك الحين، شعرت بان المحافظ شبيب فهم اهمية الميدان على صعيد لبنان والمنطقة. وتفاءلت أكثر منذ فوز رئيس المجلس البلدي الجديد جمال عيتاني، فهو شخص منفتح جدا ورجل إعمار في لبنان وخارجه، وأناسعيد بوجوده معنا
أضاف: “إن الجمعية التي لي شرف ترؤسها، هي جميعة تحسين نسل الخيل العربي في لبنان التي تدير ميدان بارك بيروت لحساب بلدية بيروت، وقدمت في عام 1994 مشاريع إنمائية له، وهذه المشاريع موجودة في ادراج بلدية بيروت، وقدمناها منذ أيام الراحل بيار فرعون”. من جهته، قال عيتاني: “هذا الحدث اليوم هو أجمل طريقة للانطلاق في مشاريع لبلدية بيروت ، فهذا المشروع كان من ضمن خطة عمل لائحة البيارتة ومن ضمن البرنامج المرسوم لتطوير الاماكن الخضراء للمواطنين، وهذه الساحة يمكن ان تصبح ملتقى للجميع ولأهل بيروت. أنا سعيد لوجودي بينكم، فهذا المكان سيكون من اولوياتنا لتطوير الدراسات لننطلق فورا بحلول جدية لهذه الساحة، وندعو الجميع الى التمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة في المكان
من جهته، قال محافظ بيروت: “منذ مئة سنة، كان هناك من يفكر بطريقة متقدمة بهذه المدينة، وقرر أن يقيم هنا في هذا المكان ميدان بارك بيروت حيث تمارس أحد النشاطات أو الرياضات العريقة، ألا وهي سباقات الخيل. إن هذه الرياضة هي جزء من تراث بيروت وهي تعود الى أكثر من ألفي عام حيث كان ميدان سباق الخيل الروماني قائماً في منطقة وادي أبو جميل، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، بقيت هذه الرياضة جزءا من تراث بيروت وستستمر لأن المكان لا يزال قائما ومستمرا رغم كل صعوبات الحرب ومحاولات اقفاله المباشرة وغير المباشرة بفضل أشخاص يعشقون هذه الرياضة وبيروت بكل أوجهها وتراثها وأماكنها العامة، وميدان بارك بيروت يشكل أحد هذه الأماكن العامة، وسيستمر لمئة عام أخرى
أضاف: “في العام الماضي احتفلنا بجائزة بيروت السنوية، وقلت حينها إن عام 2016، هو عام مئوية ميدان بارك بيروت. وفي العام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى كان الناس يعانون آثار الحرب ومآسيها، وقسم كبير منهم هاجر ولم يعد، في حين كان هناك أشخاص مؤمنون بهذه البقعة من الأرض فاستثمروا فيها وفكروا بمستقبلها. واليوم، واجبنا الاقتداء بهؤلاء الناس، وما أسّسوه لا يجب أن يدفن ولا أن يدمر، بل من واجبنا تطويره. أضاف: “بهمة كل الموجودين، سيستمر ميدان بارك بيروت، حيث سيشهد عام 2016 على الكثير من الاحتفالات والفعاليات انطلاقا من رياضة الخيل بأنواعها، وصولا إلى السباقات والنشاطات المتنوعة المتعلقه بالخيول،اضافة الى أخرى ثقافية وفنية كانت تحصل في السنوات الماضية، لأجل ذلك كان اختيارنا لشعار “بارك بيروت ميدان لكل الألوان”، لأن هدفنا الأول والأخير جذب أهل بيروت وجميع اللبنانيين من هواة رياضة ركوب الخيل أو غيرهم
وتابع: “هذه المساحة من أرض بيروت هي مكان عام، سيستقبل كل أطياف أهل بيروت وجميع اللبنانيين،الدراسات موجودة وقابلة للتطوير، ونحن سنكون معا على الموجة نفسها مع القيمين عليها، وخصوصا محبي هذه الرياضة وعاشقيها ومعالي الوزيرين هما على رأسهم، لا سيما أيضاً جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي التي حافظت على هذه الرياضة منذ عشرات السنين بدءا من عام 1969. وطبعا، نحن نشكرهم على جهودهم. كما أشكر اللجنة التنظيمية للمئوية الأولى التي تضم جهاد ابراهيم، فاتن العطار، يمنى نايل، عصام قصقص، الدكتور غازي يحي، ونبيل نصر الله. أما الآن فأترك لكم المجال للتمتع بهذا المكان الخلاب، والمباشرة بعد هذا اللقاء بنشاطات المئوية الأولى التي ستتضمن اليوم نشاطين، الأول هو علاقة الخيل بالأطفال المتوحدين، والآخر يتعلق بمسابقة جمال الخيل العربي”. بعدها، قدم شبيب وفرعون ودو فريج دروعا تقديرية الى رئيسة الجمعية اللبنانية للأوتزم – التوحد أروى حلاوي وعدد من الأطفال المتوحدين. ثم أعلن شبيب إطلاق الحفل من خلال قص شريط البالونات التي زينت سماء “بارك بيروت” وبيروت
في اليوم الثاني على اطلاق فعاليات مئوية بارك بيروت، أقيم احتفال كبير لهذه المناسبة، حضره الوزراء فرعون ودو فريج وشبيب، إضافة إلى أعضاء اللجنة التنظيمية، وعدد من أعضاء المجلس البلدي السابق والجديد، ممثل نقيب المحررين الياس عون، المدير العام لتلفزيون لبنان طلال المقدسي، ماريتا سالس ومونيكا سافييه من كبار مربي الخيل في اسبانيا والمانيا، الصحافي الايطالي المتخصص في مجال الخيول مكسيمو منغيني، وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية محلية وعالمية، وتخلل الاحتفال توزيع جوائز ودروع تقديرية أبرزها: جائزة الخيول العربية الأصيلة لصاحب الجواد الفائز “أنجل” سامي ورده، درع تقديرية لناجي الشاوي لمساهمته في انجاح سباقات الخيول العربية “واهو”، درع تقديرية لمنسق مهرجان مئوية الميدان جهاد ابراهيم، وأخرى لمنظم عرض مهرجان الخيول العربية للجمال “واهو” داني غص
كما سلم محافظ بيروت جائزة المرتبة الأولى لسباق مئوية الميدان إلى رئيس جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي مفيد دبغي صاحب الجواد “حرب” الفائز بالمركز الأول في السباق. وفي الختام، قدم فرعون ودو فريج الى محافظ بيروت مجسما على شكل الجواد العربي الأصيل تقديرا لتنظيمه مهرجان المئوية الأولى، ومجسما مماثلا الى منسق مهرجان المئوية جهاد ابراهيم تقديرا لإنجاحه المئوية الأولى. بدوره قدم شبيب دروع مئوية بارك بيروت الى كل من دو فريج وفرعون والمدير العام لبارك بيروت نبيل نصر الله