– سينتيا كرم وفؤاد يمين في غمّض عين فتّح عين: صورة مصغرة عن كل بيت لبناني
– فؤاد يمين من الكوميديا الى التراجيديا وسينتيا كرم كتلة من المشاعر المتناقضة
– نضحك على حياة اللبناني مع سينتيا
كرم وفؤاد يمين على خشبة المسرح
المقال:
على خشبة مسرح مونو وفي العرض الأول لمسرحية “غمّض عين فتّح عين” سمعنا ضحكات الجمهور والغصة وبعض التعليقات.
نلمس الابداع من كاتبي ومخرجي العمل بإستخدام تطبيقات معروفة ومنصات الكترونية للتواصل مع الجمهور قبل عرض المسرحية.
سارة عبدو “رَشتْ” نَصها الغني بلمسة تمثيلية جميلة غائبة حاضرة، رافقت عرض العمل و كريم شبلي وضع حنينه لللهجة اللبنانية الجبلية بصوته الى جانب الكتابة التي تعكس حوار واقعي حقيقي يعشعش في البيوت اللبنانية.
همس احدهم “مش طبيعية سينتيا كيف بتنقل…” اشارة لتحوّل الممثلة سينتيا كرم من انسانة مسّنة تشكو من تحدب الظهر لصبية مفعمة بالحياة تعيش قصة حب مع حبيبها المتواضع والصادق وسعيدة في تجربة ترامواي بيروت.
اما فؤاد يمّين الذي اطل في دور يزيد مسيرته تنوعاً اكد فيه انه ممثل رائع يتنقل في أدائه من اللون الكوميدي إلى التراجيدي بنفس القوة والكفاءة التمثيلية
وعلّق احد الحاضرين مندهشاً “شو حلو” امام مشهد ورق المرحاض المتطاير بأسلوب لا يخلو من الجمالية والابداع…نعم لورق المرحاض دور كبير في هذا العمل واداة تحكّم بها ابطال المسرحية بإحكام لتنقلنا من حالة لاخرى بما يتناسب مع احداث القصة.
اما في المضمون:
نرافق حبيبين هما عائدة وإبراهيم (تمثيل سينتيا كرم وفؤاد يمين) في شريط مسرحي، يتداخل فيه الماضي والحاضر، ويتنوّع بين اهمية الروتين، المصاعب والحب، في مراحل هزت لبنان سياسياً، اجتماعياً واقتصادياً. فيه الحرب، فيه زمن وباء كورونا، فيه انفجار مرفأ بيروت وفيه هجرة الشباب…فيه الكثير داخل مرحاض المنزل حيث نكون الأصدق، الأكثر حميميةً وعزلةً.
وضعت سينتيا كرم هوية لشخصيتها من خلال لغة الجسد وتعابير الوجه حتى التمسك بالايمان والصلاة يليها تصرفات تناقض مفاهيم الاديان لاننا نعيش هذا التناقض خلف اقنعة مثالية…في “غمّض عين فتّح عين” نرمي القناع لنشاهد حقيقتنا بحسناتها وسيئاتها ونحن نضحك!!
فؤاد يمين الرومنسي الثورجي و “الآدامي” يحاول ارضاء زوجته حتى اللحظة الأخيرة. نقل بشخصيته رسائل عدة فكان فوضوي، تارةً ناضج وطوراً مراهق في العمل.
مسرحية “غمّض عين فتّح عين” تستحق المشاهدة لانها صورة مبدعة عن المسرح اللبناني سواء من حيث التمثيل او القصة والحوار والاخراج الذي ربط الاحداث في أقل كلفة انتاجية ممكنة. هذا العمل الفني تم تنفيذه بجهودٍ فرديةٍ ثم نجح بالحصول على رعاية من بعض الشركات والمؤسسات.
المسرحية كتابة واخراج سارة عبدو وكريم شبلي، بطولة سينتيا كرم وفؤاد يمين، تواصل عروضها حتى 23 تموز /يوليو على خشبة مسرح مونو
الحجز في مكتبة «أنطوان» ـــ للاستعلام: 70/626600