entawayn6

في الذكرى الخامسة للثورة السورية، زارت المبعوثة الخاصة لمفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين انجلينا جولي بيت مخيمات اللاجئين السوريين في سهل البقاع، وسط طقس عاصف وممطر، ومن بين من التقتهم عائلات تزورهم للمرة الثالثة على التوالي وتطمئن الى اوضاعهم

جولي وفي ختام زيارتها، عقدت مؤتمرا صحافيا في الهواء الطلق، في مخيم للاجئين السوريين في الفيضة على ضفاف نهر البردوني، خراج مدينة زحلة وبلدة سعدنايل. على مدى اكثر من ربع ساعة، وعلى الرغم من البرد والامطار والرياح نقلت جولي الى العالم صوت اللاجئين، ليس السوريين فحسب بل في انحاء العالم. وعندما تبللت الاوراق التي كانت تقرأ فيها طرحتها جانبا. ودعت الصحافيين الى التحمل معها قليلا، لافتة الى انه في المخيم جنبهم نساء واطفال لا يقيهم من الامطار سوى شادر، متحدثة، والدموع في عينيها، عن أم التقتها تتحمل وحدها اعباء تربية عائلاتها في بلد اللجؤ، من دون ان تفارق البسمة وجه هذه الام

وكانت جولي استهلت كلمتها بشكر “الشعب اللبناني على المساعدة التي قدمها لانقاذ حياة اكثر من مليون شخص سوري. ليس من السهل على اي بلد ان يستضيف هذا العدد من اللاجئين الذي يساوي ربع عدد سكانه. انتم اليوم قدوة للعالم في الكرم والانسانية والصمود والتضامن مع الشعب السوري”

ومضت قائلة: “لا يغيبن عن بالنا ابدا انه وعلى الرغم من التركيز الكبير الموجه حاليا نحو وضع اللاجئين في اوروبا، فالضغط الاكبر لا يزال سائدا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما كان طوال السنوات الخمس الماضية. هناك حاليا 4,8 مليون لاجىء سوري في المنطقة، فضلا عن 6,5 مليون نازح داخل سوريا”

واضافت: ” كم كنت أودّ أن اكون اليوم، في الذكرى الخامسة لبدء النزاع السوري، في سوريا، وأنا اساعد المفوضية على مواكبة عمليات العودة وأرى العائلات التي تعرفت اليها قادرة على العودة الى ديارها. أنه لامر مأساوي ومخز ان نرى انفسنا بعيدين كل هذا البعد عن هذه المرحلة”

ونقلت عن اللاجئين الذين التقتهم خلال زيارتها “رغبتهم في العودة الى منازلهم عندما تنتهي الرب ويصبح الوضع آمنا”. واضافت: ” لم أر استسلاما في عيونهم وهم يتحدثون عن العودة، وانما بريق الحلم بالتمام شملهم مع البلد الذي يحبون”

وتابعت: “لقد استشفيت من هذه الزيارة مدى استماتة هذه الاسر وصعوبة كفاحها من اجل الصمود في وجه التحديات. فبعد 5 سنوات من المنفى، لا بد ان تكون مدخراتهم قد استنفدت. والعديد من الذين كانوا يعيشون في شقق في بداية الازمة باتوا يتجمعون اليوم في مراكز تسوق مهجورة او مخيمات عشوائية او يرزحون تحت ثقل الديون. لقد تضاعف عدد اللاجئين الذين يعيشون بأقل من الحد الادنى من مقومات البقاء، اي العاجزين عن تأمينالغذاء والمأوى الضروريين للبقاء على قيد الحياة، خلال العامين الماضيين في لبنان، علما ان 79 بالمئة من مجموع اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان هم من النساء والاطفال”.

جولي تناولت أزمة اللاجئين في العالم جراء عقود طويلة من الصراعات المفتوحة والاضطهادات لتلفت الى أنه “لا يمكننا ادارة العالم من خلال مساعدات الاغاثة بدلا من الحلول الديبلوماسية والسياسية. علينا ان نركز على الاسباب الجذرية القطعية،ـ وذلك يستلزم منا قدرا من الشجاعة والقيادة”. مشيرة الى ان القيادة “تعني اتخاذ القرارات التي من شأنها ضمان عدم مواجهة ازمة اكبر للاجئين في المستقبل”

وهي اذ ابدت تفهمها لمخاوف الناس وقلقهم “بشأن العواقب التي قد تواجه مجتمعاتهم ومصادر رزقهم وأمنهم في حال موافقتهم على استقبال اللاجئين في بلدناهم”… اضافت ” ولكن يجب الا نسمح للخوف بعرقلة الاستجابات الفعالة التي تصب في مصلحتنا على المدى البعيد”

وقالت: “رجائي اليوم ان تتحلى الحكومات في جميع انحاء العالم بروح القيادة: فتقوم بتحليل الوضع وتحدد المساهمة التي يمكن لبادها تقديمها، وتعمد الى تحديد عدد اللاجئين التي يمكنها مساعدتهم وسبل هذه المساعدة، فضلا عن تحديد المجتمعات والاطار الزمني للمساعدة. كما لا بد من شرح ذلك كله لمواطنيها وتبديد المخاوف، وذلك ليس استنادا الى العاطفة، انما بناء على تقييم حسابي ودقيقلما يمكن ويجب القيام به لتقاسم المسؤولية ومواجهة هذا الوضع”. وحضت سائر الحكومات “دعم اتفاقية الامم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين والقانون الدولي لحقوق الانسان

وهي اذ سردت قصص للاجئين ناجين، واصفة اياهم بالابطال قالت “اسأل نفسي عما صنعناه وما نحن صائرون اليه عندما ارى العالم يشعر هؤلاء الناجين بانهم متسولون؟ يمكننا فعل الصواب بالنسبة الى اللاجئين وبناء بيئة دولية اكثر امانا. يمكننا بدء نظام من صلب هذه الفوضى.من اجل الشعب السوري، وجميع اللاجئين في سائر انحاء العالم المتطلعين الى المجتمع الدولي لتقديم الحلول، آمل ان نقوم بذلك

وختمت قائلة “كما آمل اخيرا ان يبشر 15 آذار من العام المقبل بسوريا سالمة وآمنة”

انجلينا جولي كانت قد امضت ليلتها في فندق كريستال قادري بزحلة، وتناولت العشاء في “شاتو خوري” في ضهور زحلة حيث تذوقت النبيذ الزحلاوي