المحامي الإنسان انطونيو فرحات: ناشط سياسي يمثل صوت الشباب الواعد بغد افضل، يقول دوماً:

لا يمكنك ان تكون محامياً اذا لم تكن ثائراً، مستقل حر الرأي، غير متحزب، سيادي الموقف. صرخته نحو اعلاء سلطة الحق والضمير واسقاط شر الكراسي والألقاب . صوت ينادي بالحرية العقلانية التي تساهم في تغيير الأوطان، نصيحته الى جيل الشباب في ممارسة حقهم السياسي والإنتخابي عن قناعة وفكر بعيداً عن التبعية العمياء والإستزلام السياسي لأننا ولدنا أحراراً من رحم امهاتنا، يقول: ان الدستور نصر حرية الإنسان وصرخته بالتعبير عن رأييه بتجرد ولكن القانون كبلها في مواده التي تحتاج لنفضة وتغيير، يعتبر أن الإعلام صوت من لا صوت له فجزء من السلطة الرابعة ضحية للسلطة الفاسدة رغم أنها بقعة ضوء في الكثير من الأماكن، ويرى أن حقبة الستينات كانت الوجه المشرق للبنان لأننا نتذكر القطار في الصور ونتكلم عن سويسرا الشرق والأسواق التجارية والنهضة الفكرية والثقافية ونخاطب تلك الحقبة بفعل كان وللأسف هو فعل ماضي ناقص.

المحامي أنطونيو فرحات:
متزوج ووالد لثلاث أولاد، محام بالاستئناف، مستشار قانوني لعدة نواب، نائب رئيس جمعية الجبل دارنا الانمائية الخيرية ، نائب رئيس خريجي كلية الحقوق في جامعة الروح القدس الكسليك سابقاً ،عمل على عدة قوانين أقر بعضها والبعض الآخر تدرس في اللجان، لديه العديد من المقالات القانونية والدستورية والسياسية. كان لنا فخر الحديث معه عبر موقع عفكرة الألكتروني في لبنان والعالم العربي واليكم مجريات الحوار ونتمنى لكم مطالعة ممتعة.

الحرية في التعبير عن الرأي بين مطرقة الدستور وسندان القانون؟


تنصّ مقدّمة الدستور صراحة في الفقرة “ج” عن أنّ لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة تقوم على إحترام الحريات العامة وفي طليعتها حريّة الرأي والمعتقد. كما تكفل المادة 13 منه على حريّة إبداء الرأي قولاً وكتابةً وحريّة الطباعة وحريّة الإجتماع وحريّة تأليف الجمعيات ضمن دائرة القانون. كما كرّست المادة 9 أيضاً سريّة الإعتقاد وحريّة إقامة الشعائر الدينيّة. تجدر الإشارة إلى أنّ لبنان إنضمّ إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة سنة 1972 حيث نصّت المادة 19 منه “انّ لكل شخص حقّ التمتّع بحريّة الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرّيته في إعتناق الأراء دون مقايضة…” كما أنّ الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي صدّقه لبنان في 2011 أعطى مساحة للحريات سيّما في المادة 32 منه التي أتت شبه مستنسخة عن العهد الدولي المذكور. كما أقرّ لبنان قانون حقّ الوصول إلى المعلومات بموجب قانون رقم 28 تاريخ 10/2/2017 وذلك من أجل تعزيز دولة القانون وإعتماد مبادئ الشفافيّة في إدارة الشأن العام ومواكبة طروحات الإصلاح ومكافحة الفساد. كلّ تلك النصوص التي تنادي بالحريّة يجب أن تكون عقلانيّة مبنيّة على حب وإحترام الآخر كي لا نقع في سجنها وتضيع المجتمعات حيث لا ينفع الندم. يجب على الإنسان أن يكون حرّ لدحر الظلم ولبناء وطن سليم.

وهل ترى الحرية تطبق في لبنان او أنها مجرد كلام؟

حرية التعبير في لبنان مكبلة في براثم العمل السياسي الفاسد المليىء بالعنجهية التي يقبل ويسمح للناس بالتعبير وتسليط الضوء على الظلم و الفساد في عمل المؤسسات و الدولة، لذلك السلطة في لبنان هي سلطة كم وسد الأفواه وإسكات الناس عن قول الحق إما بالترهيب أو الترغيب وبالتجويع والفقر، و كلما تقدمنا في السنين نجد منسوب الحرية يتراجع الى الوراء نحو المزيد من القمع والإعتقالات والمؤسف ان سلطان القانون يقف الى جانب سلطان الدولة بوجه الناس. ومن هنا نحن نحتاج الى نهضة فكرية تربوية عن معاني الحرية التي تنظلق من محبة الناس الى بعضها البعض رغم اختلاف الأديان والمعتقدات لأن الجماعة الواحدة تكون أقوى في وجه الظلم، وربما تتمكن من إعلاء الضمير وإسقاط الألقاب ومبادىء فرق تسد نحو خير الإنسان والمستقبل الأفضل.

التبعية السياسية العمياء وتأثيرها على المجتمع.؟

التبعية العمياء مرض خبيث قد لا يكون له علاج ومن هنا خطورته لان الشعب اذا لم يحاسب من انتخبهم ايجابا ام سلبا فانه حتما يدفع بالوطن نحو الانهيار والارؤيا المحاسبة واجب والتبعية العمياء مرض لابد من ان تستأصل من النفوس التبعية لا تكون الا للعبيد ومن قال اننا تابعيين فنحنا خلقنا من رحم امهاتنا احرار وتلك الواقعة لا يجب ان تنسى من قبل المواطنين ولا السياسيين .

الإعلام المسيس ميزان مختل الأوزان؟

الإعلام هو السلطة الرابعة يلعب دور اساسي وكبير في تصويب الأمور في المجتمع وتسليط الضوء وكشف المستور والحقائق وإظهارها الى العلن. والمنظومة الحاكمة بشكل عام تخاف من سطور سلطة الإعلام لأنها تدخل كل البيوت خاصتاً أن العالم اليوم أصبح قرية كونية مفتوحة ولهذه السلطة أدواتها وأجهزتها التي تستطيع الوصول الى المعلومة التي قد تؤدي الى إنهيار انظمة ودول، ولكن للأسف قوة الإعلام في لبنان مقسمة بين الإعلام المسيس من المنشأ، أو الإعلام المحكوم بسلطان المال لأجل الإستمرارية في العمل وعندها تكون خاضعة لأوامر العاطي أو المانح وتدخل في زواريب التلميع أوالتبييض لأجل إعلاء شأن مصالحه رغم فساده. وطبعاً دون التعميم وبالرغم من كل العوائق يبقى الإعلام بقعة ضوء مشرقة في الكثير من الأماكن لكشف العديد من القضايا وايصال صوت الشعب والناس واوجاعهم عبر كافة منابره المرئية والمسموعة والمكتوبة.

نصيحتك الى شباب اليوم في إيصال الصوت ؟

على شباب اليوم والجيل القادم معرفة أن التعبير عن الرأي يكفله الدستور والقوانين المرعية الإجراء، الا انه ومع ذلك تبقى حرية الرأي السياسي واجب لا بد منه لانه لا يستقيم الاداء السياسي والاقتصادي ولا يزدهر ويتقدم وطن الا من خلال ابداء الرأي السياسي الواضح المثبت بواقعات البعيد عن الاستزلام الذي يشكل السد المنيع للفساد وللزبائنية السياسية، وعليه على الشباب اللبناني ان يعبر عن رأيه بكافة الوسائل المتاحة له اكانت عبر وسائل التواصل الاجتماعي او من خلال الحركات الاحتجاجية بالشارع او باي وسيلة حضارية راقية بعيداً عن الشغب والفوضى وعبر حق الإنتخاب بشفافية وعن قناعة وإيصال الرجل المناسب الى المكان الناسب. وعلى من يتواجد في السلطة ان يعلم ان الشعب يمهل ولا يهمل مطلب او حق.

نسمع بالكثير من الإغتيالات السياسية وغيرها ولكن اين المجرم؟

بالنسبة الى الإغتيالات السياسية في لبنان من المحزن والغير طبيعي انه لم يتم إكتشاف أي جريمة حتى اليوم، من استشهاد المفتي خالد وصولاً الى إغتيال لقمان سليم، إغتيال وراء إغتيال والمجرم دوماً مفقود، مع العلم أن أصابع الإتهام دوماً تصوب نحو اتجاه وحيد . لكن القضاء لم يتجرأ ولو لمرة واحدة بأن يعلن اسم المجرم او الجهة المنفذة للأسف إن ولاء السلطة القضائية في لبنان هو للمنظومة الفاسدة، ومن هذا المنطلق عندما لا يكون ولاء القضاة للحق والعدالة أولاً، والى الشعب اللبناني ثانياً، لن تتوقف تلك الإغتيالات السياسية لأنها تقتل الحرية، فلو نزع أهل القضاء عنهم رداء التبعية لحق الحق وخاف المجرم وتبدل مسار الأمور لتنتصر مطرقة العدل

بتجرد من مئة عام الى اليوم في اي حقبة تجد فيها لبنان الحلم؟

الحقبة المشرقة في تاريخ لبنان هي نهاية الخمسينات أوائل الستينات حيث شكل لبنان صلة الوصل بين الشرق والغرب، فنحن نريد ذلك الوطن، نريد لبناننا الذي كان قبلة الشرق ومحط الأفراح والتطور والنهضة والحرية، لبنان سويسرا الشرق، لبنان المشرع للقوانين عبر رجالات سياسة لا زلنا الى اليوم نتغنى بها، لبنان السرية المصرفية وأيام العز والبحبوحة حيث كانت الليرة اللبنانية تتمتع بقدرة شرائية كبيرة وتحترم، نحن نستحق أن نعيش في وطن كان حلماً للعالم بأسره وطن النجوم والفن والحضارة، وطن جبران والرحابنة وصباح ووديع الصافي وفيروز وغيرهم زارته داليدا وأم كلثوم وكبار أهل الفن في العالم وتم تصوير أهم المسلسلات والأفلام على أرضه ، بوابة الشرق يا بيروت المدمرة اليوم، يا تاريخ معاصر يتصور أبنائه الى جانب بقايا قطار بيروت ، لبنان يشاهد لبنان العز في الصور وهل تعود تلك الصور من إعراب فعل كان الماضي الناقص ويعود معها لبنان الحلم ..