ان تحصد نجومية لامعة من خلال برامج اكتشاف المواهب فهذه فرصة نادرة يتمناها كل من يحلم بالشهرة لكنها تشكل تحدياً كبيراً وسيف ذي حدّين
فمن جهة ترسم عالماً زهرياً للفنان وسط قاعدة جماهرية واسعة ولكن من جهة أخرى تضعه امام مسؤولية كبيرة وهي مدى قدرته، بعد انتهاء البرنامج ،على الاستمرار بعيداً عن اي دعم خاص تلفزيوني مركب في الوسط الفني

ومع بداية مشوار سلسلة ستار اكاديمي بنسخته العربية وجوه عديدة شاركت في البرنامج منها من سطع نجمها بعد جهد فردي عند انتهاء مشاركته في البرنامج ومنها من غاب لاسباب انتاجية صعبة.

ولو عدنا بالذاكرة لعام ٢٠٠٣ واستذكرنا برنامج ستار اكاديمي بموسمه الأول الذي نال انتشاراً لا مثيل له واصبح حديث الأجيال انذاك نلاحظ اليوم وبعد مرور ١٧ عاماً غياب معظم الأسماء المشاركة بإستثناء البعض منها طبعاً !! قليلهم حصد النجومية وغيرهم نجح بالمحافظة على مستوى فني جيد لسنين طويلة نذكر منهم الفنانة ميريم عطالله صاحبة الصوت الجبلي والطربي، الذي نال اعجاب الكثيرين، نجحت بالصمود في هذا المجال الغدار صاحب ذاكرة ضعيفة فكانت كلما اشتقنا لها تطل ان لم يكن بعمل غنائي فبعمل تمثيلي وهي خريجة   المعهد العالي للفنون المسرحية وتختار اعمال عربية مشتركة كما وتحرص على الظهور بادوار محتشمة. انطلقت ميريم عطالله من لبنان من اول نسخة في ستار اكاديمي ثم نحو بلدها الام سوريا وبعدها للدول العربية ثم غادرت البرنامج في مراحله المتقدمة. هنا بدأت مسيرتها منفردةً، تارةً كانت حديث الصحافة بأعمالها وطوراً غائبة ضحية شركات الانتاج . تصدرت عناوين المجلات ببعض القصص العاطفية التي لم تصل لخواتم سعيدة خاصة انها من الفنانات اللواتي لا تلجأن للإغراء كوسيلة للنجاح او لأي اخبار مفبركة في سبيل نيل اهتمام الجمهور
ومع ذلك ظلت تثبت وجودها على الساحة اذ حاولت تقديم اعمال ذات قيمة فنية عالية فوضعت تركيزها على النوعية وليس الكمية وذلك بإنتاج خاص وفردي. ميريم عطالله التي تألمت على المرحلة الصعبة التي مر بها وطنها سوريا من حروب وجوع ما عكس على عملها وهي التي بدأت مسيرتها من لبنان واجهت مع لبنان ايضاً حربه الاقتصادية ثم كارثة انفجار مرفأ بيروت ودمار العاصمة اللبنانية، هذه المصاعب شكّلت مرحلة سلبية لكل الفنانين لكنها لم تضعف ميريام ! فرغم ذلك استمرت بالعطاءات الفنية وفي أواخر عام ٢٠١٩ أعلنت ميريام عطالله انضمامها لشركة “العنود برودكشن”، وتزامن ذلك مع إعلان تحضير اغنية باللهجة المصرية لتؤكد انها لاتزال على السكة الصحيحة لانتشار اوسع لو كلف الأمر الصمود ١٧ عاماً بلا دعم ما يتطلب الكثير من المهارة والجهد وحسن اختيار الفريق المحيط بها وانتشار مدروس في الدول العربية

ورغم وجود جائحة الكورونا التي أثّرت سلبياً على عجلة الإنتاج مما أدى إلى توقف الحركة الفنية بشكل مؤقت، ظل جمهورها يترقب باكورة أعمالها مع “عنود معاليقي”، متسائلين اذا ما قد ينجح هذا التعاون في ظل هذه الظروف؟ جاء الجواب من خلال أغنية “كل ساعة ويوم” من كلمات والحان وتوزيع المايسترو احسان المنذر تليها اغنية “ملا شب” من كلمات و الحان الفنان سليم عساف
وقد حققت اغنية ” كل ساعة ويوم ” على القناة الخاصة لميريام عطالله في اليوتيوب،  أكثر من مليونين وثمانمائة ألف مشاهدة أما اغنية ” ملا شب ” فتجاوزت حاجز ال 5 ملايين مشاهد

أرقام مرتفعة تؤكد ان “من جدّ وجد” وان شهرة ميريم عطالله ليست وهم تجاري من ابتكار اي برنامج لاكتشاف المواهب وان الوهم الذي يتم تسويقه للمشاهد “عمره قصير” ولا يستمر الا من يسعى دون توقف لتحقيق احلامه. ميريام عطالله ليست دليل نجاح اي برنامج تلفزيوني بل هي فنانة نجحت بالنضال ١٧ عاماً للبقاء والتقدم مهما واجهت من مصاعب
لذا لفتت النظر والاهتمام ولابد منا ان نهنئها على ما وصلت اليه اليوم من مرحلة مزدهرة رافضة الخضوع لاي تنازلات لا تمثل قناعاتها صامدة وصامتة امام تلقي الضربات الموجعة والمحاربة المستمرة في الوسط الفني على امل ان يكون تعاونها مع “العنود برودكشن” خطة ناجحة وسند يشاركها بالنضال. مبروك و الى الأمام