في خطاب عالي النبرة وهدّد فيه الوجود الاميركي في المنطقة ردا على مقتل قاسم سليماني والمهندس، رأى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان يوم اغتيال سليماني 2 كانون الثاني 2020 تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة وبداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد للمنطقة كلها معتبرا ان يوم اغتيال سليماني هو انتصار للمقاومة وسيكون نموذجا جديدا لانتصار الدم على السيف

وقال:”الخميس ليلا غادر سليماني مطار دمشق الى مطار بغداد حيث كان الحاج أبو مهدي المهندس بانتظاره ومن ثم تعرّض الموكب لقصف من الطائرات الأميركية بصواريخ متطورة بشكل وحشي فتمّ تدمير السيارات وتمزيق كل شيء فيها، فنحن أمام جريمة واضحة ولسنا أمام عملية اغتيال مبهمة بسيارة مفخخة أو كمين انما نحن أمام جريمة شديدة الوضوح وصارخة وبأمر من ترامب للجيش الأميركي

ولفت الى ان جريمة الإغتيال جاءت في وقت يُقبِل فيه الرئيس الاميركي دونالد ترامب على إنتخابات رئاسية من دون أن يحقق أي إنجاز معتبرا ان محصلة السنين التي تولّى فيها ترامب الرئاسة كلها فشل وخصوصا في منطقتنا وهو لم يستطع سحب ايران الى المفاوضات تحت الضغط

أضاف:”ترامب فشل في إيران وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان وفشل في فرض صفقة القرن نتيجة صمود الشعب الفلسطيني وفشله في العراق هو ما عجّل خطوة اغتيال فالهدف الأعلى الذي وضعه ترامب اسقاط الجمهورية الإسلامية، فيما هدفه الأدنى ضبط إيران وإخضاعها

وأكد نصرالله في احتفال تأبيني أقيم في الضاحية ان ترامب فشل في لبنان من خلال حصار المقاومة وتحريض بيئة المقاومة عليها مشيرا الى ان المصسؤول الاميركي ديفيد ساترفيلد هدد المسؤولين اللبنانيين في زيارته الاخيرة وامهلهم 15 يوما لازالة منشآت المقاومة في لبنان والا ستدمّرها اسرائيل ولكن تهديداته لم تجدِ نفعا وكل محاولات تحجيم “حزب الله” لم تنجح

وأوضح ان السياسة العراقية والحكومة العراقية التي تأسست بعد الانتخابات برئاسة عادل عبد المهدي ازعجت الحكومة الأميركية لأنها رفضت أن تكون جزءاً من محاصرة ايران أو أن تكون جزءا من صفقة القرن وقال:”حكومة عادل عبد المهدي ذهبت الى الصين ووقعت معها اتفاقيات اقتصادية ورفضت أن يتم تسكير الحدود مع سوريا وهذا ما اغضب الأميركي من هذه الحكومة كما ان الأميركيين حاولوا أخيرا ان يدفعوا بالشعب العراقي الى الفتنة الا أن الموقف الواعي أحبط هذا الأمر

وأضاف:” لسنا امام عملية اغتيال منفصلة بل هي بداية أميركية في المنطقة وهم بدأوا حربا جديدة من نوع جديد في المنطقة لسنا نحن الذاهبون للإعتداء عليهم، هم من بدأوا مرحلة جديدة

نصرالله الذي كشف ان قاسم سليماني زارني في أول يوم من هذه السنة، رأى ان اسرائيل تعتبر أن أخطر رجل على وجودها وكيانها هو قاسم سليماني وكانت لا تتجرأ على قتله فلجأت إلى اميركا لقتله مشيرا الى ان القتل العلني والتبني المباشر له اهدافه وما بعده عند الأميركيين وهم يأملون أن يحصل ضعف في العراق وفي قوى المقاومة وفي العلاقة مع ايران.

وقال نصرالله:”ان الهدف العلني للجريمة، ترهيب واخضاع ايران لتستسلم وتذهب الى التفاوض، والرد على الاغتيال بدأ منذ اللحظة الاولى والمواجهة بدأت منذ لحظة الاغتيال”.

أضاف:” إن لم يسقط الوجود الاميركي في العراق في مجلس النواب العراقي فان المقاومين الشرفاء الحسينيين لن يبقوا جنديا اميركيا في العراق ويجب ان يؤدي دم سليماني الى التحرير الثاني للعراق من الاحتلال الاميركي كما يجب أن نواصل المسيرة في سوريا بصلابة نحو النصر النهائي وكذلك في اليمن وعلينا ان نبقى متمسكين باهدافنا وصراعنا الاساسي”.

وتابع نصرالله:”نحن على  مشارف انتصار تاريخي واستراتيجي في المنطقة ولذلك لا يجوز ان ننهزم نتيجة سقوط قائد عظيم بل ان نحمل دمه واهدافه لاستكمال الخطة والبرنامج الذي كان يقوده”.

نصرالله زجّ المنطقة بالردّ على مقتل سليماني معتبرا ان الاخير ليس قضية ايرانية بحتة بل يعني كل محور المقاومة اي فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وافغانستان والعراق وكل بلد فيه مقاوم ورد ايران لا يعفينا من المسؤولية.

ورأى ان إيران هي التي تقرر كيفية الرد على اغتيال سليماني ومحور المقاومة هو سيقرر كيف سيتصرف مضيفا:”اذا قرّر اي أحد من محور المقاومة أن يقوم بقصاص عادل بعد اغتيال سليماني فهذه مشيئته وايران لن تطلب من حلفائها وأصدقائها شيئا”.

وتابع:” حذاء سليماني بيسوى رأس ترامب وكل القادة الاميركيين ويجب ان نذهب جميعا على امتداد امتنا ومنطقتنا الى القصاص العادل اي عبر الوجود العسكري الاميركي في المنطقة “اي القواعد والبوارج وكل ضابط وجندي وعسكري اميركي” فالجيش الاميركي هو الذي قتل سليماني وهو الذي سيدفع الثمن ونحن لا نقصد ابداً الشعب الاميركي والمواطنين الاميركيين ولا ينبغي المسّ بهؤلاء” مشددا على ان الاستشهاديين الذين اخرجوا الاميركيين من منطقتنا في السابق ما زالوا موجودين واكثر بكثير مما كانوا في السابق.

وختم بالقول:” عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الاميركيين بالعودة الى الولايات المتحدة سيدرك ترامب وادارته انهم خسروا المنطقة وسيخسرون الانتخابات والرد على مقتل سليماني هو اخراج القوات الاميركية من كل منطقتنا وسيتحقق الهدف”.