فرمل رئيس مجلس النواب نبيه برّي إندفاعة الوزير جبران باسيل في فرض رأيه ومطالبه على التشكيلة الحكومية. كان من المفترض أن يقدّم رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، يوم الخميس تشكيلته إلى رئيس الجمهورية. لكن المواقف التي اعترضت على ما تضمّنته الصيغة وخصوصاً من قبل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبرّي، أدت إلى تأجيل موعد تسليمها. هذه المواقف الإعتراضية دفعت إلى تكثيف اللقاءات والمشاورات لإعادة تحديد الأولويات عبر اعتماد آليات واضحة للتأليف
وبحسب ما تكشف المعلومات فإن برّي كان معترضاً على اللائحة التي أعطاها باسيل لدياب وتضم خمسين إسماً ليختار من بينهم، ما يعني ان هذه اللائحة قد سقطت بأغلبيتها بينما يتمسك باسيل باختيار أسماء وزرائه منها، فيما الوزراء الشيعة تمسك برّي بأن تتم حصراً تسميتهم من قبل حزب الله وحركة أمل على ان يكونوا اختصاصيين. وهنا لا تخفي المصادر أن بعض الأسماء التي طرحت في اليومين الماضيين الهدف منها إحراقها
وتكشف المصادر أن الثنائي الشيعي قد اعترض على تسمية باسيل لكل الوزراء المسيحيين، خاصة ان ذلك لا يلغي فقط وجود خصوم الثنائي في الحكومة بل يلغي وجود تيار المردة، وتشير إلى ان اللقاءات التي حصلت بالأمس هدفت إلى إيجاد صيغة لتوزير شخصية يختارها فرنجية، بشكل يتم الحفاظ على وجوده السياسي لا سيما أنه في الإستشارات النيابية صوتت نواب كتلة المردة لدياب، وهو سيكون بحاجة لأصواتهم في جلسة الثقة
الموعد الثاني الذي يضربه رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية لتقديم التشكيلة الحكومية هو الأسبوع المقبل، وسط إصرار على أن تكون الحكومة عيدية للبنانيين قبل عيد رأس السنة، وهنا تتحدث مختلف الاطراف عن تحقيق تقدّم ملموس ولكنه لا يزال بطيئاً، فيما تبقى المشكلة الأساسية لدى الوزراء من الطائفة السنية، خصوصاً بعد الموقف الذي أطلقه الرئيس سعد الحريري برفض منح الميثاقية لهذه الحكومة، ووضعها في خانة حكومة اللون الواحد، ما سيضع الكثير من المطبات أمامها، كما ان المعلومات تشير إلى ان العديد من الشخصيات السنية التي تم الإتصال بها لتتوزر اعتذرت عن ذلك بسبب عدم وجود غطاء سنّي
وتشير المعلومات إلى ان إتصالات عديدة ستحصل في اليومين المقبلين مع الحريري لأجل محاولة تليين موقفه، او الوصول معه إلى نقطة وسط وتفاهم على بعض الأسماء السنية التي لا تستفزه أو يكون موافقاً عليها لتولد الحكومة، أما بحال عدم تليين موقف الحريري، فإن الولادة الحكومية ستكون صعبة جداً، لا سيما انها لن تحظى بغطاء دولي، بحال اتخذت سمة حكومة المواجهة
المصدر: الانباء