أخرجت ثورة 17 تشرين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتياره وتكتله من الحكومة وإن حاول تبرير الامر بمصلحة البلد والانقاذ…فهو لو اراد ذلك لما كنا بحاجة الى كل تلك الايام التي قضاها البلد من دون حكومة وما كلّف ذلك منة خسائر طالت المواطنين وتركتهم في مهبّ الرياح الخطيرة
باسيل اعترف في الكلمة التي تلاها بعد اجتماع تكتل لبنان القوي بالفشل على غير صعيد بالقول:”نسجنا سنة 2016 تفاهما وطنيا ادّى الى انتخاب العماد عون رئيسا على قاعدة الميثاق، والتفاهم كان على تقوية الدولة ولم يكن تسوية وصفقة وهو حقّق انجازات ولكن في المقابل يجب ان نعترف انه فشل بمحاربة فعليّة للفساد وببناء دولة حديثة وبتصحيح السياسات المالية والنقدية والاقتصادية وتفاهم 2016 فشل بالاتفاق على خطة وطنية لإعادة النازحين وبتأمين ابسط الحقوق للناس (مثل بنية تحتيّة، وكهرباء، ومطار، ونفايات، وبطاقة صحيّة، وضمان شيخوخة) وهذا الفشل يدفع ثمنه اليوم الشعب اللبناني والدولة والعهد والقوى السياسية ومن ضمنها التيّار الوطني الحرّ
كما اعترف باسيل بأسبقية الناس التي ما عادت قادرة على التحمّل و”معها حق” فسبقتنا الى الثورة
وقال:”لسنا مستعدين للدخول الى فشل جديد واذا عدنا باللعبة التقليدية نربح كما ربحنا سابقا ولكن اليوم المعادلة مختلفة لان البلد يخسر وقتا ثمينا” مضيفا:”لو كنت فعلا شريكا في الفساد هل كنت لأتعرّض للاغتيال السياسي الذي اتعرض له اليوم؟
ورغم عرقلته المعروفة لتشكيل الحكومة، تراجع باسيل عن المشاركة في حكومة تكنوسياسية رغم تمسكه السابق بمعادلة ” اما معا داخل الحكومة او معا خارجها”، اذ اكد انه “اذا اصرّ الرئيس الحريري على “أنا أو لا أحد” وأصرّ حزب الله وامل على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، نحن كتيّار وطني حرّ، وكتكتّل لبنان القوي، (مع ترك الحريّة لمن يريد من الحلفاء)، لا يهمّنا ان نشارك بهكذا حكومة لأن مصيرها الفشل حتماً”.
وقال:”لا نشارك ولا نحرّض ولكن نقوم بمعارضة قوية وبناءة للسياسات المالية والاقتصادية والنقدية القائمة ونقوم بمقاومة لمنظومة الفساد القائمة من 30 سنة والتي يريد البعض الاستمرار فيها من خلال استنساخ نفس الحكومة، لا نشارك ولا نمنع تشكيل الحكومة ولا نطلب ولا نضغط على أحد لعدم السير بها، وللشركاء الحريصين على وجودنا اقنتاعاً منهم انّ الحكومة من دوننا تفقد التوازن الوطني ولا تشكل اصلاً… فلنعد الى طرحنا الأساسي الذي تمّ رفضه وليعد الأفرقاء النظر بموقفهم
باسيل وفي موقف أتى متأخرا وهو ما طالب به الحراك منذ اليوم الأول قال:”أكيد اننا لا نسمح بضرب الميثاقية وتخطي التمثيل الفعلي ونعطي مقاعدنا للحراك اذا رغب أو لأشخاص جديرين بالثقة اذا لم يرغب ونكرر ان باب الحل واضح وهو تشكيل حكومة انقاذ… حكومة فاعلة… حكومة اخصائيين رئيسها واعضاؤها من اصحاب الكفاءة والجدارة والكف النظيف… وزراء من الاخصائيين الجديرين والقادرين على استعادة ثقة الناس وعلى معالجة الملفات على ان يكونوا مدعومين من القوى السياسية والكتل البرلمانية
وأضاف:”عملاً بهذا المنطق يختار الرئيس الحريري رئيس حكومة يحظى بثقة الناس ومتوافق عليه فنكون احترمنا الميثاق بعدم تخطي ارادة الاكثريّة السنيّة، وعلى هذا الاساس يشكّل رئيس الحكومة المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية حكومة تصالح اللبنانيين مع الدولة وتنفّذ الاصلاحات وتحافظ على التوازنات” لافتا الى ان لديه قناعة تامة انه بالمرحلة الحالية حكومة من هذا النوع هي الفرصة الجدية الوحيدة للخلاص ولمنع الانهيار و”برأينا ان المسالة تستحق التضحية، بمعنى ان لا أحد يفقد تمثيله وحضوره المباشر أو غير المباشر، ولكن نكون نراعي الناس ونسمع لهم ونبرهن لهم انّنا كلّنا حاضرون لنضحّي من أجل البلد
وتابع:”في حكومة اخصائيين ليس هدفنا المشاركة بل هدفنا البرنامج، وسبق وقلنا للمرشح الخطيب اننا لن نشارك بالحكومة الاّ اذا توافرت عناصر نجاحها… ندعمه ولكن لا نشارك اذا كنا غير مقتنعين بنجاح الحكومة بالاصلاحات ومحاربة الفساد…مستعدّون ان نضحّي ليس بمقعد وزاري واحد بل بكل مقاعدنا لانقاذ البلد من الانهيار والفوضى… وقلنا: خذوا مقاعدنا لكن اعطونا تصحيح السياسة المالية واقتصادا منتجا وتنفيذا لخطة الكهرباء ووقفا للهدر وقانون كشف الحسابات والممتلكات. “اكثر من هيك شو منقدر نعمل ونضحّي لننقذ البلد”؟