من الواضح ان الاتحاد العمالي العام نأى بنفسه عن الثورة وبات يمثّل الجهات السياسية التي أتت به لاسيما لناحية مطالبته في بيان أصدره اثر اجتماع لهيئة مكتب مجلسه التنفيذي برئاسة رئيس الاتحاد بالإنابة حسن فقيه بحكومة تراعي التنوّع السياسي وهو ما يرفضه الشارع والحراك وأعلنه بشكل واضح منذ 27 يوما
كما ان الاتحاد العمالي العام كرّر مواقف فرقاء سياسيين محدّدين معلناً تحذيره من مخاطر وصول الوضع الى فراغ وهو أمر يذكّرنا بوضوح رفض فرقاء الاطاحة بالحكومة كما كان الصدى لمواقف أعلنت بالامس القريب من كبار المسؤولين السياسيين وهو ما يجعله طرفا في الأزمات الحاصلة بلد ان يكون راعي الحلول فهو استنكر “الضغط على المجلس النيابي لعدم الانعقاد وتحمله مسؤولية تاريخية، وكذلك ضياع العام الدراسي على تلامذة المدارس وطلاب الجامعات وتعطل الأعمال لفئات واسعة من المجتمع
الاتحاد الذي من المفترض أن يكون راعيا لحقوق الموظفين ويعمل على تحقيق مطالبهم، ذهب في بيانه بعيدا في الشأن السياسي معلنا رفضه أي تدخل أجنبي من أي جهة كانت وخصوصا من الولايات المتحدة الأميركية في الشأن اللبناني
ولم يأبه الاتحاد العمالي العام لما يتعرّض له موظفو المصارف، بل على العكس ناشدهم العودة الى مصارفهم
الاتحاد الذي اكتفى في بيانه باستنكارات وكلام في الهواء وهجوم على بعض القطاعات، كان من الاجدى به لو يكون في طليعة المتظاهرين والمطالبين بالحقوق لاسيما انه يحمل في اسمه تمثيل “العمال
وأخيرا وليس آخرا، أعاد الاتحاد العمالي العام التأكيد على هويته وذكّر بها من نسيها مشيرا الى ان أي بيان يصدر عن هذه الجهة أو تلك تحت ما يسمى “اتحاد عمال لبنان” أو سواه من اتحادات نقابية لا يمثل ولا ينطق بإسم عمال لبنان، حيث أن الاتحاد العمالي العام وحده الأكثر تمثيلا والناطق الرسمي بإسم العمال…فهل يستفيق الاتحاد على دوره بدل الاكتفاء بكلام فارغ؟