باح الاعلامي جو معلوف معد ومقدم برنامج هوا الحرية بأسرار مؤلمة احاطت طفولته القاسية حين حل ضيف برنامج “انا هيك” على قناة الجديد. حقيقة خبّأها طيلة مسيرته المهنية فرأت الناس فيه الشخص القوي ليدافع ويحمي المظلوم…الا ان احدا لم يكن يعلم ان معلوف كان يوما من بين المظلومين

جو معلوف حول الضعف الى قوة…ذاك العذاب الذي ألمّ به، انقلب علقمه ولم يعد سوى نقطة في صفحات حياته، التي حوّلها إلى حياة يريدها هو.. لا حياة مفروضة عليه كما في طفولته، وليؤثّر بكلّ من شاهده من أمهات وآباء وأطفال.. وكان قد عيين معلوف سفيرًا لحماية الأحداث من قِبَل وزيرة الداخلية  ريّا الحسن، وفي حفل التعيين عُرضَ تقرير قال فيه جو: “أنا كمان عشت بميتم وبعرف قسوة الدهر ألا ينصفك في صغرك”…من هنا قرر الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان استضافته ومعرفت تفاصيل طفولته وقصة الميتم هذه ونجح بكسر صمت جو الذي صرح لنيشان خلال الحلقة ان الصورة التي لا تغيب عن ذاكرته في طفولته هي عندما كانت تتسخ يداه بسبب عمله كميكانيكي، مشددا على ان ذلك ليس انتقاصًا من هذه المهنة المحترمة، لكن هذا العمل انفرض عليه، بينما كان طموحه في مكان آخر

ولفت الى إنّ المدرسة هي المكان الطبيعي لوجود الطفل لكن نمط الحياة الذي وفرّته له والدته خلال السنوات العشرة الأولى كان مختلفاً، إذ كان يرتاد إحدى اهم و أفضل المدارس في لبنان
لكن تغير الحال بعدها واجبر على العمل وأكّد معلوف أنّ هذا التحوّل شكّل صدمة له، قائلاً إنّه تعرّض للذل

وأوضح معلوف: “قد ما بدك انذلّيت”، ولذلك لا أرضى أن أذل أحداً”، مضيفاً أنّه تعرّض للذل خلال أول تجربة إعلامية له، حيث كان ينتظر لمدة 7 ساعات من دون أن يطل على الجمهور

ثم عن حياته في الميتم وعن المرحلة التي تلت خروجه من الميتم، قال معلوف إنّه عاد والتقى بوالدته فعلياً للمرة الأولى بعد الميتم بسن الـ18 عاماً، مشيراً إلى أنّه التقاها سابقاً مرات عدة…لكنه اكمل قائلا انه ينادي والدته بإسمها فقط ـ”مها” وينادي زوجها بـ”جورج

عن زوج امه قال جو انه مدين له وممنون كونه تكفل بتعليمه
وأكّد معلوف أنّ علاقته بوالدته ما زال يشوبها “كسر ما”، قائلاً: “لا شيء يترمم مئة في المئة
ولفت جو إلى أنّه ذات مرة رفض لقاء والدته التي حضرت خصيصاً من أجله، وذلك بسبب زواجها الثاني
وأوضح أنّه يعمل على ترميم علاقته بوالدته منذ بلوغه سن الـ18 عاماً، مشدداً على أنّ العمل على ترميم العلاقة ما زال قائماً وسيظل قائماً حتى وفاته… لكن حضرت امه، السيدة مها التي قبلت بصعوبة بعد محاولات عديدة من نيشان خلال اسبوعين قبل تصوير الحلقة، ان تحل ضيفة الى جانب ابنها وفور دخولها الاستوديو تقدم معلوف وعانقها بقوة وقبلها فبكت

هذا جو معلوف، الذي تعمد ان يصنع هوية اعلامية اجتماعية فيحمل هموم الناس المنسية ويحاول معالجتها وتقديم المساعدة قدر المستطاع. ربما ذكرياته الموجعة تدفع به لان يشعر بألم من هم حوله اكثر من غيره وان يتعاطف مع تجارب المظلومين باندفاع اكبر من غيره على امل ان يحول حياتهم الى حياة هادئة متوازنة بعيدة عن الخيارات الخاطئة