ما زال السرطان أحد الأمراض الخطيرة التي يعاني منها الناس حول العالم، والوضع في لبنان ليس استثناءً، فمعدل عمر سكانه المتزايد يؤدي إلى ارتفاع نسب الإصابة بهذا المرض، إلا أن لبنان يعاني من جهة أخرى من نقص الثقافة والمعرفة العامة والوعي بين الجمهور بأنواع محددة من السرطان، ولهذا أطلقت جمعية باربرا نصّار بدعم من وزارة الصحة اللبنانية أول قرية للتوعية بالسرطان
وتعد قرية التوعية بالسرطان أول معرض من نوعه يهدف إلى إقامة مجموعة من النشاطات لرفع مستوى الوعي العام بمرض السرطان في لبنان. وشمل المعرض سلسلة من المحاضرات المتخصصة عن أكثر أنواع السرطان انتشارًا، فضلاً عن مجموعة من الأنشطة البدنية والنفسية، مثل الزومبا ويوغا الضحك والعلاج بالفن، لدعم أسلوب الحياة الصحية. وشهد ختام الحدث الذي استمر لمدة ثلاثة أيام في فوروم دو بيروت مسيرة للسيارات لتحية جميع مرضى السرطان، مع التركيز خصوصًا على سرطان البروستات، وعرضت على جوانب السيارات ملخصات عن إحصاءات انتشار جميع أنواع السرطانات، واجتذب ذلك اهتمامًا كبيرًا من آلاف الحضور والمتفرجين
ومن أهم الإحصائيات المقلقة التي سلط الضوء عليها خلال أيام الحدث، توقع ارتفاع الوفيات السنوية المتعلقة بسرطان البروستات في لبنان بنسبة 48% بحلول العام 2030، مقارنةً مع العام 2018[1]. وحين نعلم أن سرطان البروستات يمثل ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارًا في لبنان1، تظهر الأهمية الكبرى لنشر المعرفة بين الرجال وعائلاتهم عن هذا المرض وأعراضه
وتجدر الإشارة إلى أن الوعي العام بأنواع السرطان متفاوت في لبنان إذ يلقى بعضها اهتمامًا وشهرة أكثر من غيره، لكن ليس بينها سرطان البروستات، فالمعرفة العامة عنه ضعيفة بين اللبنانيين، ولهذا استضاف الحدث الدكتور مارسيل مسعود رئيس قسم الأورام بمستشفى المعونات المشهود له بخبرته في هذا المجال ليلقي محاضرة توعوية عن سرطان البروستات ويقدم معلومات وافية عن أعراض هذا المرض وطرق تشخيصه المبكر. سرطان البروستات بطيء النمو وعلاجه والسيطرة عليه يصبح أسهل إن اكتشف في المراحل المبكرة من تطوره[2]، لهذا من الضروري رفع مستوى الوعي به والحرص على حث الرجال الذين ينتمون إلى الفئة التي يرتفع فيها خطر الإصابة به (من سن 55 فما فوق، و/أو الذين لديهم في العائلة تاريخ للإصابة بهذا المرض)[3] على المحافظة على صحتهم ومراجعة الطبيب المتخصص علاج سرطان البروستات بصورة دورية لاكتشاف أي علامات مبكرة له
وقال هاني نصار، مؤسس جمعية باربرا نصّار ونائب رئيسها «شعرنا بسعادة بالغة حينما شاهدنا ذلك الجمع الغفير من الناس يجتمعون لدعم مكافحة السرطان، فمن خلال طرحنا للمواضيع التي يتجنب الناس الحديث عنها ونشرنا للوعي بأنواع السرطانات المختلفة وأساليب الوقاية منها وكيفية اكتشافها المبكر، نرجو أن نكون قد استطعنا تشجيع اللبنانيين على نبذ الخوف من هذا المرض واتخاذ خطوات استباقية بالالتزام بأسلوب الحياة الصحي وبالتصرف بصورة صحيحة لاكتشافه في مرحلة مبكرة
والواقع أن السرطان مرض مدمّر، وعلاجه بأفضل طريقة لا يتحقق دون توفر إمكانية الوصول إلى جميع المعلومات والأدوية اللازمة، إلا أن المؤسف أن المعلومات المتوفرة عنه باللغة العربية ضعيفة في لبنان والشرق الأوسط ما يؤثر سلبًا على مستوى المعرفة والوعي بين العامة والمرضى على حد سواء. ولأن شركة أستيلاس إحدى أشهر الشركات العالمية الرائدة في مجال علاج السرطان، فقد أسعدها أن ترعى وتدعم مبادرة قرية التوعية بالسرطان في لبنان
وقال عمر سيف المدير العام لشركة أستيلاس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى«في إطار رؤيتنا -تغيير الغد- يسرنا جدًا أن يكون لنا دور في هذه المبادرة المهمة جدًا، لأنها تركز على جانبين رئيسين: رفع مستوى الإدارة الصحية الاستباقية وتأسيس منتدى للمرضى والذين يعتنون بهم يقدم لهم إجابات عن الأسئلة التي تدور بخلدهم. الاهتمام بمصلحة المرضى وتلبية متطلباتهم هو المحور الأساسي الذي تدور حوله خطوات أستيلاس وقراراتها ونحن ملتزمون بتقديم أفضل ما نستطيع لمرضى السرطان وعائلاتهم من خلال نقل نتائج الأبحاث العلمية المبتكرة من نطاق المختبرات إلى أسرة العلاج، وخاصة في المجالات التي تعاني من فجوة كبيرة في تلبية احتياجاتهم