بقلم// جهاد أيوب
قاسية هذه العاصفة
ليست كسابقاتها من العواصف
اربكت الدفء
وجعلت من الحب هفوة
تقوقع العصفور في سجن حزنه
وفقد صوته بين ريشه
هوجاء أمطار العاصفة
حطمت كبرياء التراب
وتركت الاشجار عارية
لم تعد أغصان الحياة حاضرة
الكل يخاف الحرية
نقطة ماء ثائرة
عبرت من سطر الكتاب إلى واقع الصفعات
بلغت اكفان الأموات
اطفأت قناديل الحكايات
ودخلت منازل الأغنياء
الكل سواسية في عاصفة هوجاء
زرعت جليدها في كل مكان
وكسرت نوافذ العشاق
جليدها عطر صقيع القلوب
لم يحددها
لكنه تركها
للمارة وبعض التجار
لعتمة فقدت الشعار
لطاولة شاعرها فراغ القراءات
لمنام سطحه عواء
لقهوة ترتعش من الخراب
لعجوز يشتم البرد وينتظر الدواء
ولإمرأة حامل تضم وتخاصم الكون
تصرخ مع جنينها وتتبنى الوداع
ولشاب يتقوقع داخل فراشه البارد
يتفاخر بشيخوخة من خواء
في عاصفة الفراغات
تخاف الورود على براعمها
وتجف أعراس البساتين
وتثقب مراكب الصيادين
في عاصفة زعامات الفساد
كل هدايا وطني فضيحة
وكل أمطار السماء كسيحة
في برد عواطفنا الجريحة
تتخمر العاصفة ونشكر مرورها
شكراً
ببساطة فضحت العاصفة تكاذب الزعامات
تلك العاصفة صفعت دجل نواطير الأوطان