مع انتهاء مسلسل “كارما” الذي لاقى نجاحاً ملحوظاً رغم المنافسة الشرسة بين الشاشات اللبنانية مما دفع بمحطات أخرى لتغيير برمجتها، ومع انقسام الآراء بين مؤيد لقصة العمل وبين من علق على ثغرات عديدة في النص الذي وبحسب مصادرنا كتب وعدل اكثر من ٥ مرات حتى اصبح مادة جاهزة للعرض بفضل معالجة درامية جيدة من إمضاء رامي كوسا .ومع الخلاف بين المخرج وشركة الانتاج مما دفع بالمخرج سيف الدين السبيعي للتخلي عن العمل في منتصف الطريق وحلول الممثل رودني حداد بديلا له لاخراج العمل واعطاء نتيجة جميلة وسط هذه البلبلة، ومع نخبة من الممثلين ابرزهم رفيق علي أحمد، تقلا شمعون، رودني الحداد، هشام ابو سليمان بالاضافة لاجتهاد ستيفاني صليبا في دور صعب اعتبر عدد من النقاد انها لم تفلح بلعبه ورأى عدد آخر انها على طريق سليم لنجومية كبيرة ومع مشاركة لوجوه واعدة في التمثيل حصلت على مساحة كبيرة لتثبت موهبتها فكان العمل “خلطة بين كبار وصغار” إنتقدها كثيرون ولكن حققت نجاحها ! هذا العمل “المجنون” في كواليسه آبى الا وان يبصر النور وتضمن دور “مجنون” مرّ الى جانب كل الشخصيات لكنه سرق النظر من أمامهم فإرتئينا ان نحواره علا “عبدو” المجنون يكشف لنا كل الأوراق
هشام أبو سليمان، ممثل مسرح وتلفزيون، اختار نمط الادوار المركبة او اختار له المنتجون والمخرجون ان يحمل هذه الهوية الفنية في أبرز اعماله الدرامية أستاذ جامعي، صنع فرصه بنفسه ورمى بعرض الحائط فرص عديدة لانه أكاديمي متمسك بالفن الاصيل وأصول التمثيل رافق طلابه وتأثر بالممثلين العمالقة . هو صوت الضمير في مسلسل كارما “عبدو الهبيلة” غط وطار في المسلسل من حيث لا ندري لكنه “فتح عيون” الجمهور على اهم احداث العمل وسرق انتباههم من بداية المسلسل حتى نهايته. هشام ابو سليمان رد على جميع أسئلتنا في هذا الحوار
١- لماذا نجح دور “عبدو” رغم انه ليس أساسي الا انك حولته لدور محوري ؟
الممثل المحترف ينتظر عروض تمثيلية كهذا العرض ! وانا كهشام أبو سليمان قد أقرأ نصوص عديدة تعرض علي انما لا تستهويني اذا غاب عنها الدور الذي يحمل رسالة معينة ومركب من حيث المضمون عبدو نجح لانه نتيجة تعب وعمل دؤوب. هو شخصية متصلة منفصلة بالعمل، كان يجب ان اخلق له هوية خاصة واتمنى ان اكون قد نجحت في ذلك. عند قبولي بالدور اخبروني انه عرض على عدد من الممثلين قبل ان يعرض علي…ورجاءا لن ادخل في لعبة الأسماء انما رفضوا الدور “خافو منو” !! هو دور صعب كما انه صوت الضمير
٢- لو عدنا بالذاكرة قليلاً الى مسيرتك المهنية سنلاحظ ان معظم أدوارك مركبة سواء بالشر او بالمشاكل النفسية رغم انك خلقت لكل شخصية هوية مختلفة وهذا دليل احتراف ولكن صدقاً الا تخاف من فخ التكرار؟
انه دليل احتراف كما ذكرتِ واحترام، لن اتفاجأ لو اتهمت انني من الممثلين الذين يقدمون بشكل خاص أدوار مركبة ! لانني اعتبر ان هذا ما يسمى ” بالنمط” وانا اخترت ان تشكل هذه الادوار نمطي الفني هناك عدد هائل من المؤديين انما تاريخ الدراما سيذكر من ترك بصمة وأضاف لها شيئاً وهذا ما اسعى اليه اما ان اختار نمط معين وان لا اقع في فخ التكرار في التمثيل هنا صانع الخيال الدرامي يلعب دوره ” اذا كل حبيب بدو يحب بنفس الطريقة وكل مجرم سيقتل بنفس الطريقة فهذه مشكلة وخيمة من الأمور الاساسية ان نتعمق بكل شخصية وان نطرح أسئلة مهمة حولها: “لماذا وكيف؟ ” ومن البديهي على كل ممثل ان يقوم بدراسة حول كل شخصية يقبل بها، وانا حريص على البحث عن خصائص الشخصية قبل تنفيذها. ليس عيباً ان نشاهد اعمال العمالقة في الغرب وفي الدول العربية فهذا غنى فني يمنعنا من ان نكرر نفس الأداء في حال تشابهت الادوار المعروضة علينا
٣- افهم من كلامك انك قمت بدراسة معينة للعب دور عبدو . كيف صنعت له طريقة مشي خاصة ونظرات خاصة والشعر وحركة اليدين…هل كل هذا من نسج الخيال ؟ بعيدا عن النظريات اتوقع منك ايجابة جريئة
انا “حقاوي” ودائما ما اجيب بدقة وواقعية. لا! خصائص دور عبدو لم تأتِ من الخيال المحط! فهناك اعمال فنية عديدة تضمنت ادوار مشابهة اذكر ابرزها مسلسل باب الحارة دور “النمس” وحرصت على ان لا اشبه او اقلد اي شخصية قريبة لعبدو . بحثت كثيرا حتى ارتكز على شيء ملموس ثم اطلق العنين لمخيلتي . فتذكرت طفولتي في بعلبك كان في الحي شخص شبيه بعبدو فبنيت الشخصية على هذا الاساس ثم ابتكرت لعبدو حركات خاصة به
٤- ومع نهاية مسلسل كارما هل انت راضٍ عن اصداء دورك وعن نسبة المشاهدة للمسلسل ؟
انا راضٍ عن المسلسل ككل وعن دوري اشكر المحبين لان الاصداء جميلة جداً . “هيدا رأس مالنا” فالممثل الذي يعشق مهنته، ينتظر ان ينال حقه المعنوي من الناس لانه الحق الوحيد الذي نحصل عليه
٥- هل تعني انك لم تحصل على حققك المادي بعد ؟ هل من مشاكل مع شركة الانتاج؟
“انا عطول مش راضي على شركات الانتاج ” انما حصلت على حقي المادي “وما الي مصاري بالسوق من حدا” والسبب بسيط، لانني شخص صادق و”حقاوي” اتوجه مباشرة للشخص المعني واقول ما لدي
٦- طالما انت تنتقد شركات الانتاج لماذا يستدعونك للتمثيل في اعمالهم؟
هنا يكمن السر والصراع. المخرج يطلبني فيما الشركة تعترض في معظم الاحيان
٧- هل افهم من هذا ان رودني الحداد طلبك لدور عبدو في كارما؟
لا ! ” رودني الحداد مش مخرج علي ” اقصد ان من اخرج مشاهدي كان سيف الدين السبيعي وحين حصل الاشكال بينه وبين الشركة كنت قد انهيت جميع مشاهدي
٨- ما انطباعك حول اداء رودني الحداد كممثل وكمخرج لجزء من مسلسل كارما؟
رودني الحداد زميل اكن له الاحترام، مسيرته التمثيلية جيدة وله جمهوره. لكن في مسلسل كارما اتحفظ عن التعليق حول تجربته كمخرج لأنه كان غير موضوعي وغير أكاديمي بتعاطيه مع دور “عبدو الهبيلة” في “المونتاج” لقد تم تقطيع وحذف بعض مشاهدي ما لا يرضى به اي ممثل محترف تعب على دوره…. بغير ذلك اتمنى له ولكل الزملاء دوام التوفيق في اعمالهم
٩- بالحديث عن الزملاء ما انطباعك كأستاذ جامعي عن اداء ستيفاني صليبا؟
ستيفاني امرأة جميلة ومجتهدة تتعب لتتقدم في مجال التمثيل و بوجهة نظري قدمت اداء جيد و”وعبيت مطرحا” كما ينبغي . لان قوة الممثل هو ان يقتنع بما يفعله “مصدقة شو عم تعمل” وهذا مفتاح نجاح الممثل
١٠ – ماذا عن تقلا شمعون ورفيق علي احمد ؟
تقلا “استاذة” والعمل معها يزيدنا غنى كذلك الامر مع القدير رفيق علي احمد وقد سبق ومثلت في “عشرة عبيد صغار” الى جانب تقلا شمعون ايضا! امام مبدعين أمثالهاوأمثال رفيق علي احمد يسعى الممثل لتقديم افضل ما لديه
١١ – كلمة اخيرة ؟
اتوجه بالشكر لكم على هذه المقابلة . واشكر دقة متابعتك للعمل ولشخصية عبدو فمن الجميل ان نشاهد من يقدر تعبنا . بالتوفيق