أكد موقع “المدن” أنّ الجثة الممددة الظاهرة في صورة الزميل نبيل اسماعيل ليست مجهولة الهوية، وهي لا تعود الى أحد مفقودي الحرب كما قال اسماعيل، بل الى الدكتور سليم طيّاح
وبحسب الموقع، لم يتواصل أهل الدكتور سليم طيّاح مع أحد ليحلّوا لغز فقيدهم، ولا سيّما أنهم دفنوا جثمانه في حينها، بعد استلامهم له من مستشفى أوتيل ديو عام 1990
واوضح رئيس بلدية غزير شارل سمعان الحداد لـ”المدن” ان “طيّاح دفن في غزير وهو ليس من مفقودي الحرب
كما أكد شقيق الضحية رينيه طيّاح تسلم العائلة جثّة المغدور به ودفنها في غزير
وروى طيّاح آخر لحظات حياة شقيقه موضحاً أنّ مقتله أتى من طريق الخطأ، ولم يكن مستهدفا من أحد، ولا سيّما أنه لم يكُن ينتمي إلى أي حزب وليس لديه عداوات
وكان المصور نبيل اسماعيل قد نشر قبل ايام عبر فيسبوك خبرا عن صورة فوتوغرافية كان قد التقطها وحلّت لغزاً عمره 27 سنة
اسماعيل اورد عبر صفحته على فيسبوك ما يلي
صور فوتوغرافية حلت لغزاً عمره 27 سنة
بعد قرابة أسبوع من أستضافتي وزميلي المصور جوزيف براك في البرنامج التلفزيوني للأعلامي جو معلوف في أواخر العام 2017. حيث عرضتُ ضمن المقابلة بعض الصّور التّي التقتطها خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن ضمنها هاتين الصورتين اللتين التقتطهما خلال حرب الألغاء. ” حرب الألغاء كانت عام 1990 . جرت بين وحدات من الجيش اللبناني التي كانت بإمرة الجنرال ميشال عون وقادها من قصر بعبدا ،وبين القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع“. وقد سُميت بـ ”حرب الإلغاء“ بعد أتهام جعجع لعون بمحاولة إلغاء القوات اللبنانية بناء لرغبة سورية “. ، وجرت المعارك في المنطقة الشرقية من بيروت وفي مناطق سيطرة الميلشيات المسيحية ،.قُتِل فيها المئات وأصيب الآلاف من المدنيين. وهجّرت هذه الحرب أكثر من نصف مليون مواطن مسيحي من مناطقهم
جاءني إتصال من شخص لا أعرفه رغم انه قال لي أسمه ” حقيقة نسيت الأسم“. وبلطف سألني حضرتُك التقطت هذه الصّور التي عُرضت على الشاشة ؟، أجبت نعم، بأي سنة التقتطها؟ قلت خلال حرب الألغاء، عام 1990. سألته عن السبب؟، قال صورتك حلّت لنا لغزاً مقتله ، لغز عمره 27 سنة !! ، قلت معقول!! لم أفهم جيداً الرجاء التوضيح أكثر؟!!، قال إن صاحب الصورة شخص يعمل طبيباً في مستشفى ” اوتيل ديو ” يومها نحن عائلته لم نعرف عنه شيئاً، أحياناً نعتقد أنه مخطوف واحياناً معتقل وأحيانا نقول أنه قتل!! أفتقدته عائلته حين لم يعد الى منزله كعادته كل مساء. في اليوم الثاني إتصلنا في مكان عمله في المستشفى حيث أفادونا أن الطبيب قد غادر المستشفى ظهر أمس. يومها لم يعد الى منزله،فعشنا لغزاً محيّراً، اين الطبيب ؟ حي أو ميت؟
تابع متّصلي حين شاهدنا صورك على الشاشة أصبنا بالصدمة…. وتأكدنا ان الجثة في الصورة هي جثة الطبيب والسيارة سيارته“ وأكّدت صورك لنا أنه سقط ضحية خلال الأشتباكات التي جرت في تلك المنطقة، لقد قتلوه وهو متجه الى منزله . لقد حلّت صورك لغزاً حيّرنا وشغل عقلنا خلال 27 سنة كيف قتل؟
مرّت قرابة دقيقتين لم أتكلم خلالها ولا المتّصل تابع كلامه معي ، حلّ اللغز فاجأني وأربكني، لم أعد أعرف ماذا أقول ، صمتٌ مطبق متبادل بيننا ، ثم أيقظني من صمتي سؤاله هل نستطيع الحصول على الصور؟؟. بصوت خافت وحزين قلت نعم . نعم أنا آسف، أسفاً شديداً وينتابني شعورٌ قاسٍ في هذه اللحظات، ماذا أقول لك سيدي ، انا جداً آسف أنني صوّرته مقتولاً ومتروكاً على الأرض،أنها مهنتي ، لقد مارست عملي كمصور من دون تحيز ، أنه واجبي آسف انني ألتقطت صورةً لأحد الضحايا الأبرياء بهذا الشكل، كما أنني آسف لأي ضرر سببته بعرضي الصّور على شاشة التلفزة… ثم عدت الى صمتي.. لكن المتصل كان أشجع مني اذ قال بالعكس نحن نشكرك لأننا الآن إرتحنا، حللت لنا اللغز وعرفنا اين قتل الطبيب، سأعاود الأتصال بك للحصول على الصّور
أنا بأنتظار معاودة هذا الشخص الإتصال بي لإعطائه الصّور وآسف اذا جرحت شعور أحد أفراد عائلته بنشري هذه القصة التي هي واحدة من آلآف قصص الحرب الأهلية التي تحكي مأساة الحرب وويلاتها كما تروي قصصاً لأناس أبرياء سقطوا ضحايا الحقد والأقتتال
ملاحظة : وايضاً نسيت إسم الطبيب الضحية رغم ان المتّصل أخبرني بإسمه لكنني نسيت الإسم لشدّة دهشتي من أنّ صورة ً فوتوغرافيةً حلّت لغزاً عمره 27 سنة