وسط المماحكات والسجالات، كانت جونية ترفع الصوت اليوم ضدّ التلوث الذي يجتاحها، فيما بدأ لبنان يغرق تدريجيا في العتمة التي كثر التحذير منها في الايام الماضية

وقد تنخفض التغذية الكهربائية تدريجياً ساعتين في اليوم إذ إن سلفة الفيول البالغة 642 مليار ليرة التي صدرت قبل 20 يوماً بمرسوم وافق عليها رئيس الجمهورية والحكومة ووزيرا الطاقة والمال، لا تزال أسيرة المادة الخامسة من قانون الموازنة التي تنصّ على وجوب موافقة مجلس النواب على استدانة السلفة، وهذا ما لم يحدث حتى الآن

كل هذا يجري فيما تقبع باخرتا فيول تابعتان لشركة النفط الوطنية الجزائرية منذ ثمانية أيام في عرض البحر، بانتظار الإفراج عن الاعتماد المخصص لثمن الفيول، فيما تسعى وزارة الطاقة للتواصل مع إدارة الشركة النفطية لإطلاعها على الوضع بغية إدخال الباخرتين قبل عقد جلسة تشريعية والافراج عن السلفة

وفي جديد التقنين، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان، انها اضطرت إلى توقيف مجموعتي انتاج في كل من معملي الذوق والجية، إضافة الى تخفيض حمولة مجموعتين أخريين في معمل الجية، وبالتالي تخفيض إنتاجها حوالي 320 ميغاوات بسبب النقص في مادة الفيول أويل. أما السبب فيعود إلى مشكلة تتعلق بكيفية التزود بالمحروقات بعد نفاذ المساهمة المخفضة المعطاة الى المؤسسة بفعل ارتفاع أسعار النفط منذ بداية العام 2018، وهو أمر قد نبهت المؤسسة اليه مرارا وتكرارا من مطلع العام الحالي
وحيث تعمل المؤسسة مع وزارة الطاقة والمياه ووزارة المالية على حل هذا الموضوع، فإنها ستضطر خلال الأيام المقبلة إلى إطفاء مجموعات الإنتاج تباعا في كافة المعامل بما فيها الباخرتين التركيتين، وبالتالي تخفيض الإنتاج تدريجيا، وذلك في انتظار إيجاد حل لمسألة التزود بالمحروقات. علما أن هناك باخرتي فيول أويل ترسوان قبالة الشاطئ اللبناني منذ 26 تشرين الأول الفائت تنتظران حل هذا الإشكال لتفريغ حمولتهما. إن مؤسسة كهرباء لبنان، إذ تأسف لاتخاذ التدابير المذكورة أعلاه الخارجة عن إرادتها، تتمنى أن يتم حل الأسباب التي دعت الى اتخاذها بالسرعة الممكنة كي تعود التغذية الكهربائية الى طبيعتها