صدر عن المديريّة العامّة لأمن الدولة – قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامّة البيان التالي
وَرَدَ في بعض وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الإجتماعي انتقادات تطال المديريّة العامّة لأمن الدولة في موضوع توقيف مريض الإيدز وكأنه أُوقف بسبب مرضه
يَهمّ هذه المديريّة العامّة أن توضح النقاط التالية

أولاً: إنّ جميع المرضى وخاصة مرضى الإيدز هم بحاجة لرعاية صحية خاصة. وهي مستعدة دائماً لمساعدتهم ضمن إمكانياتها دون التخلّي عن واجباتها لمنع إنتشار هذا الفيروس، حفاظاً على صحة المواطنين، آخذة بعين الإعتبار الإلتزام بالقوانين الدولية لحقوق الإنسان

ثانياً: إستحصل المدعو (ر.غ) على إجازة عمل من وزارة العمل بممارسة مهنة (مزين نسائي) والتي لا تدخل فيها الأعمال التي تستدعي إستعمال أدوات طبية كالإبر والآلات الحادّة، والتي يلزمها موافقة خاصة لهذه المهنة. علماً أن هذه الإجازة منتهية الصلاحية، وقد إستحصل عليها على إسم كفيل غير الذي يعمل لديه حالياً

ثالثاً: من حقوق صاحب العمل أن يعرف أن الذي يمارس هذه المهنة عنده هو مصاب بهذا الفيروس كي يأخذ جميع التدابير الوقائية اللازمة لعدم انتقال هذا المرض، خاصّة أن المهنة يتم خلالها إستعمال الإبر والآلات الحادّة، مع الإشارة أن المذكور خضع لعملية لايزر (إزالة شعر) في أحد المراكز الطبية، وقد قام بتعبئة إستمارة صرّح فيها أنه خالٍ من الأمراض المعدية والمزمنة

رابعاً: تشدد هذه المديرية على أنها لا تقوم بأي إجراء الاّ تحت إشراف القضاء المختص وبناء لإشارات النيابات العامةّ في المناطق
وأنّ جميع الضباط والرتباء والأفراد ملتزمون بتطبيق كافة القوانين والتعليمات وخاصّة تلك المتعلقة بالمناقبية والتراتبية العسكرية

الجمعيات العاملة على السيدا تردّ: الاصابة تستلزم أخذ العلاج وليس زجهم في السجن

وكانت قد أشارت شبكة الجمعيات العاملة على السيدا في لبنان ببيان، الى أنه عطفا على البيان الصادر عن المديرية العامة لأمن الدولة – قسم الإعلام والعلاقات العامة بتاريخ 30 تشرين الأول 2018، فإن شبكة الجمعيات العاملة على السيدا في لبنان ومجموعة من حلفائها، والتي لديها تاريخ في التوعية والعلاج على السيدا في لبنان منذ أكثر من 30 عاما، تستنكر بشدة البيان المذكور وتعتبر أن ما ورد فيه يخرج عن المنطق لعدة أسباب

إن التعايش مع فيروس نقص المناعة ليس بتهمة أو جناية إنما هي حالة صحية مزمنة تستلزم من الأشخاص أخذ العلاج والإلتزام به ولا تستدعي زجهم في السجن لهذا السبب

لا ينتقل الفيروس سوى بالعلاقة الجنسية غير المحمية مع شخص يحمل الفيروس ومن خلال التعرض للدم الملوث بالفيروس

إن التواصل أو العمل مع شخص متعايش لا يشكل خطرا على حياة الآخرين، والقول بغير ذلك ينم عن نقص في المعلومات وخطأ في المعتقدات يتوجب استبدالهما بالمعرفة العلمية الصحيحة والسليمة

إن التداول بأي معلومة علمية يجب أن يبنى من مصادر موثوقة والمتوفرة بغزارة في وزارة الصحة العامة والبرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان وفي الجامعات ومن خلال الأطباء الإختصاصيين والجمعيات المختصة وشبكة الجمعيات العاملة على السيدا في لبنان، وأيضا على المواقع الالكترونية وغيره من القنوات

إن التعايش مع السيدا لا يمنع الأشخاص من مزاولة عملهم أو متابعة حياتهم إنما التوصيات العالمية تؤكد وتشدد على ضرورة مواصلة حياتهم ومهنهم على غرار أي شخص آخر

لا يوجد أي قانون أو نص يمنع أي مهنة عن المتعايش مع فيروس نقص المناعة البشري

HIV

والسيدا. إن استخدام أدوات الوشم تكون شخصية ولا يعاد استخدامها والوشم لا يستدعي خضوع الشخص إلى تخدير عام يجعله غائبا عن الوعي إنما يكون مدركا وفي كامل وعيه أثناء الوشم

إن المتعايشين مع الفيروس هم من الأشخاص أصحاب الخبرات ويساهمون في الدخل الوطني ولهم مناصب في جميع القطاعات المختلفة، ويمنع حرمانهم من مزاولة خبراتهم. وان هذا البيان الذي ينشر الذعر والترهيب حول هذا المرض يدفع على أن يصبح المتعايشون عبئا اقتصادي اجتماعي على المجتمع. وان وزارة الصحة العامة من خلال برنامجها الوطني الخاص بالسيدا تقدم للمتعايشين العلاج مجانا وتعاملهم كمواطنين يحتاجون على غرار سواهم للعلاج المزمن

إن الإصابة بفيروس ال

HIV

يسبب ضعفا في المناعة عند الشخص ولا يسبب إضطرابات نفسية نتيجة للاصابة به

إن نشر الوعي عن فيروس نقص المناعة هو واجب وأحد الأنشطة الأساسية التي تشغل الكثير من منظمات المجتمع المدني والوزارات المعنية خاصة وزارة الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان، والوقاية لا تكون مبنية على ملاحقة الأشخاص المتعايشين وزجهم في السجن كتدبير احترازي ووقائي أو عزلهم إنما الوقاية تكون بنشر المعلومات الصحيحة حول كيفية انتقال الفيروس وتشجيع الأشخاص على الإلتزام بالوقاية

بناء على كل ما تقدم، نحن شبكة الجمعيات العاملة على السيدا، نجد أن التعامل مع هذه القضية لا يمت لا للعلم ولا لحقوق الإنسان ولا للقوانين بأي صلة، إنما هو عمل تمييزي يكرس التنميط والوصم بامتياز، إذ انه يصور

HIV

كفزاعة ويحوله بشكل خاطىء وصادم من فيروس يسبب عند حامله فقط نقصا بالمناعة، إلى قضية وطنية تهدد الأمن القومي والإجتماعي في لبنان