ربما كل ما عليك القيام به الآن هو حزم حقائب سفرك والتوجه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.. لماذا العجلة؟ لأنه عليك زيارة جميع “العجائب” التاريخية في العالم كونها أصبحت مهددة بتغير المناخ
وبحلول العام 2100، أوضحت دراسة نُشرت في مجلة
“Nature Communications”
أنه قد تزيد مخاطر الفيضانات بنسبة 50 في المائة، ومخاطر التعرية بنسبة 13 في المائة عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع زيادة احتمالية هذه المخاطر في مناطق محددة من مواقع التراث العالمي
وقالت المؤلفة الرئيسية وباحثة الدكتوراه في شركة “كوستال ريسكس” و “سي ريس ليف ريس جروب” بألمانيا، لينا ريمان، إنه لا يمكن استعادة هذه المواقع في حالة تعرضها للتدمير أو الفقدان
وتُشكل هذه المواقع التاريخية الثقافية رمزاً للحضارة الإنسانية، إذ يصل عددها إلى ألف و92 موقعاً ضمن قائمة التراث العالمي لعام 2018
ورغم أن غالبية المواقع تقع بالقرب من الساحل، إلّا أنها تبقى في إطار خطر ارتفاع مستويات البحار والتسبب بفيضانات. ولكن، ماذا سيكون تأثير هذه الفيضانات وتغيّر المناخ على المواقع التاريخية في المستقبل؟
وصنف الباحثون حوالي 49 موقعاً من أصل 159 موقعاَ لما تواجهه من مخاطر عالية. ونظراً للأعداد الهائلة من المواقع التاريخية التي تقع على طول الساحل، فإن ثلث هذه المواقع مهددة بالانقراض، إذ تقع في 4 بلدان فقط، وهي إيطاليا، وكرواتيا، واليونان، وتونس
وتوصل الباحثون إلى أن نسبة مخاطر الفيضانات ستزداد بنسبة 50 في المائة حتى العام 2100، في جميع أنحاء المنطقة، مع ارتفاع الحد الأقصى لعمق الفيضانات بنسبة 290 في المائة
وفي أسوأ الحالات، سيتصدّر لبنان قائمة الدول المهددة بالتعرية بحلول العام 2100، إذ تعد مدينة صور موطناً لأحد أكبر حلبات الخيل الرومانية
ولبنان ليس البلد الوحيد الذي يواجه المخاطر المترتبة على تغيّر المناخ، بل تتبعه اليونان، وتحديداً معبد “هيكل آرتميس”، الذي يعد من أحد عجائب الدنيا السبع. بالإضافة إلى معبد هيرايون باليونان، والمجموعة الأثرية لتاراكو في إسبانيا، وهي أول وأقدم مستوطنة رومانية في شبه الجزيرة الإيبيرية
وأفادت الدراسة أن موقعين فقط من أصل 49 موقعاً سيبقيان في مأمن من تغير المناخ والفيضانات بحلول نهاية القرن، وهما تونس وكسانتوس-ليتاؤون في تركيا
وأوضحت ريمان أنه إذا اتبعت البلاد اتفاقية باريس للمناخ، فستتمكن من خفض مخاطر تغير المناخ إلى حدها الأدنى. ولكن، قد يكون هذا بمثابة تحدي بالنسبة إلى بعض الدول، مثل إيطاليا، وكرواتيا، واليونان، لما تحتويه على عدد كبير من مواقع التراث العالمي