في إطار مهرجان ” أيام قرطاج لفنون العرائس”، الذي يقام بدورته الأولى في قرطاج، والذي تمتدّ مفاعيله بين 22 و29 أيلول الجاري في تونس العاصمة والمناطق المحيطة، قدّمت فرقة “أصدقاء الدمى” مسرحية “حكايات نساء من بلادي” من إخراج رويدا الغالي وتوليف “أصدقاء الدمى”. تحرّك الدمى تمارا كلداني وهي مديرة الفرقة، بالتعاون مع الممثلتين فاديه التنير وسهى نادر؛ أما صناعة الدمى فتعود لتاتيانا بوتشروفا بينما تهتم كريستين يوكيم بالتأثيرات الصوتية والضوئية تطرح المسرحية في ثلاث أقصوصات، مسائل حساسة ما زالت المرأة العربية تعاني منها حتى اليوم. هكذا، استطاعت خيوط الدمى اللبنانية أن تلهب فضول الحاضرين وأن تشدّد في الحكاية الأولى على حقّ المراة العربية في الإرث العقاري بالتساوي مع الرجل، كما تناولت في الحكاية الثانية براعة المرأة في مضمار العمل وتحلّيها بكفاءة لا تقلّ شأناً عن كفاءة الرجل في المضمار نفسه، أيّاً كان أما الحكاية الثالثة فطرحت بجرأة وواقعية مسألة الزواج المبكر لتوضح أن المرأة العربية، وإن كانت تلعب دوراً أساسياً في تكوين العائلة وتربية الأولاد، إلا أنها تتميّز بما يكفي من الصفات التي تؤهّلها لتحقيق ذاتها في كل المجالات التي تطمح إليها، وهي بتمسكها بحقها في الدراسة والعمل، تكتسب حضوراً أكثر تأثيراً في المجتمع وأكثر فعالية في العائلة فتساهم ببناء مستقبل أفضل لأولادها الذين يمثلون الجيل الجديد وكان من اللافت تفاعل الحضور من الأطفال أثناء العرض الأول للمسرحية في منطقة “مانوبا” خارج العاصمة التونسية، حيث شاركوا بإيجاد حلول للإشكاليات التي تطرحها الحكايات الثلاث بما ينمّ عن رغبة ملموسة في تغيير الواقع المعيوش، فإذا بهم يتوجّهون بعد العرض إلى خشبة المسرح ويمطرون أعضاء الفرقة بالقبل أما العرض الثاني الذي أقيم في مدينة الثقافة في تونس العاصمة أمام حشد من البالغين جمع عدداً من التونسيين العاملين في “الفن العرائسي” والأكادميين وأفراد المجتمع التونسي والدول العربية والغربية المشاركة، فقد حظي بتهنئة القيمين على المهرجان لما لقيه من ترحيب في صفوف الحاضرين، لاسيما الأجانب منهم الذين أعجبوا بمدى تفاعل الجمهور واستنباط حوار رسم نهاية سعيدة لكل قصة؛ هذا ما دفع تلفزيون “العربية الأولى” وهو التلفزيون التونسي الرسمي لإجراء حوار خاص مع “أصدقاء الدمى” حيث رحّبت تمارا كلداني بالجهود المثمرة التي قامت بها مديرة المهرجان حبيبة الجندوبي وفريق العمل وأوضحت أن مسرح “أصدقاء الدمى” لا يقتصر على الصغار، بل يحمل في جعبته قصصاً يعتبر منها كل من يحضر العروض التي يمكن تغييرها حسب الظروف وبحسب التطلعات التربوية للجهة المضيفة أما الممثلة فاديه التنير فقد ركّزت على الأهمية التوعوية التي يحملها مسرح “أصدقاء الدمى” والأهداف البناءة التي تصبّ دوماً في خدمة المجتمع بشرائحه كافة وخلصت الممثلة سهى نادر إلى أن الحلول التي خرج بها الحاضرون تنمّ عن الذكاء المقرون بالقناعة بما سيساهم دون شك بتوسيع الآفاق الرؤيوية أمام المجتمع العربي الناهض أما الملحقة الإعلامية للفرقة، رولا زيدان، فهنأت تونس بمهرجانها الذي شارك فيه أكثر من 17 بلداً واعتبرت أن “فن العرائس” يليق بتونس وبأهلها معتبرة أن كلاً من العروض تميّز بسحره التقليدي الخاص الذي يتحدّى عصر التطور الرقمي والتكنولوجي هذا وقد اهتمّت وزارة الثقافة التونسية بإقامة جولة سياحية إلى أهم المعالم التونسية، ضمّت كل الوفود المشاركة في المهرجان