الحلقة الخامسة
في تلك الليلة تلقى اتصالاً من شقيقه أخبره فيه أن أحد أبناء زوجته الأولى المليونيرة قد توفي، فذهب ليعزيها في الفيللا التي شهدت أجمل أيام الحب.. ودخل الموسيقار القفص مرة أخرى وأغلقت المليونيرة باب قصرها الذهبي على العصفور.. فيما الذين يعرفون المليونيرة يقولون انها لم تكن جميلة ولكنها كانت امرأة وكل ما فيها يجذب الرجال.. وإستسلم الموسيقار مجدداً لها وتصالحا وعاد إلى حياة الصالونات والسهرات الأرستقراطية، وعندما شعر انها ستعود لتُضيق عليه الخناق فرّ هارباً مرة أخرى، وعاد إلى جولييت التي اكتشفت فيه أشياءً غريبة خلال معاشرتها له، بالمقابل فأن كل المقربين منه كانوا يظنون انه بارتباطه من جولييت سوف تستقر عواطفه، لكنه كان يكره الروتين والحياة الرتيبة المنظمة ويعتبر الزواج وظيفة وصناعة لا يجيدهما أي فنان من مستواه، كان لا يستطيع العيش مع إمرأة واحدة مهما كانت جميلة وفاتنة، وكان يصف النساء بالزهور لكل واحدة جمالها الذي تتميز به ومن حقه كمبدع أن يتمتع بكل زهرة تقع بين يديه
عادة شاذة
لعل الشيء الذي لا يعرفه العامة عن الفنان الكبير هو تعلقه بعادة شاذة وغريبة، اذ كان يتنكر في الليالي ويصول ويجول ليلحق باحدى البائعات الفقيرات التي كانت تستهويه بسمرتها وجمالها الجذاب، كونه لا يمانع في معاشرة أية امرأة فقيرة اذا ما أعجبته، وقد إستطاعت تلك البائعة التي تعيش في إحدى الأحياء الشعبية أن توقعه بغرامها، فصار يلحق بها متنكراً ليشبع رغبته منها، لكن هذا الغرام لم يعمر طويلاً لأن البائعة هجرته، أما هو فقد سجل إعترافاته حول هذا الأمر بالقول:” أميل للمرأة التي تُحرك رغبتي بصرف النظر عن شكلها ووزنها وطولها ولونها ومن خلال مغامرات إستنتجت أن ما تتمتع به الشقراوات من مواهب تفتقر اليه السمراوات
اعتراف بالزواج
وظل الموسيقار ينكر إرتباطه من جولييت حتى بعد أن انجبت منه، وإحتدت الخلافات بينهما وأصرت على أن يعترف بزواجهما للإعلام فرضخ لتهديدها ونشر صورهما في الصحف مُكرهاً
وعاش مع جولييت سنوات كانا يبدوان أسعد الأزواج لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً، اذ زادت خلافاتهما وكان يترك البيت ولا يعود اليه الا ومعه جملة من الألحان تُخدر مشاعر معجبيه وطابور من الشائعات التي كانت تُثير أعصاب زوجته.. وكثرت مغامراته وتعددت علاقاته، فمن الراقصة السمراء إلى الفاتنة الثرية إلى زوجة السفير العربي وصولاً إلى أرملة وزير، وصارت المجلات تغمز وتشير على تلك المغامرات وكانت زوجته تتشاجر معه عقب كل مغامرة جديدة وخبرية تُكتب في الصحف والمجلات، إلى أن إستبد بها الغضب ذات مرة وطلبت الطلاق
(يتبع)