الحلقة الأولى
يقول عنه كبار النقاد انه موسيقار مهم قلّ أن يجود الزمن بمثله، لكنه خدّاع كالسراب لا يرى إلا من بعيد، أما هو فيقول أن المراة في حياته كالعود تماماً، قد يهجره عاماً كاملاً وقد يسعى اليه كل ليلة، وكل من عاصر هذا الفنان المبدع يلمس مدى نفاقه، لكنه نفاق من النوع الذي يستطيع الأنسان أن يهضمه لأنه بطبعه خفيف الظل، وكل من يختلط به يحبه ويعشق أغانيه الساحرة، أما هو فيصف نفسه بالقول:” أنا فنان مكافح، مريض، جبان أحب أمي حتى العبادة والرب منحني موهبة فنية خارقة، وأنا أيضاً زير نساء وهذه ليست بتهمة لرجل مثلي، لكني أولاً وأخيراً آلة في يد الفن فهو الذي يحركني في أي إتجاه يريد وهو الذي يتحكم بجوارحي، فأنا لم أُخلق من أجل الترفيه عن النساء بل هن خلقن من أجل الترفيه عني
الفنان الشهير، طفل النساء المدلل ننفرد بنشر غرامياته بعيداً عن لعبة الأسماء لما فيها من خصوصية وفقاً لما كتبها كبير النقاد جليل البنداري وروى لنا بعضاً منها أقرب المقربين له

معقد من النساء
يعترف الموسيقار الشهير انه معقد من النساء وهذه العقدة بدأت منذ أن كان عمره 12 سنه، ورغم ذلك فهو يُقدر والدته ويعتبرها من أطيب نساء الأرض، وكان لا يفقد أعصابه التي يحتفظ بها في الثلاجة إلا من أجل والدته التي كان يُعلق صورها في غرفته الخاصة وفوق سريره، وعن عقدته يقول انها بدأت عند مقارنته وهو طفل في الـ 12 بين والدته وبين أول إمرأة في حياته، وهي جارته التي تعدت الثلاثين وكانت حينها تسكن في جوار منزله في الحي الشهير الذي كان يُقيم فيه، وكانت هذه الجارة مكتملة الأنوثة والحيوية والشباب، وتتردد على منزلهم بحكم الجيرة وتحديداً في الأوقات التي يكون فيها موجوداً.. كانت تعُد له وجبة الغداء وتتحين فرصة عدم وجود أحد في البيت لتجلسه في حضنها وتقبله.. لم تكن قبلاتها تحمل معنى الأمومة إذ كان يشعر بلذة كلما عانقته.. رغم برائته كان يشعر بإحساس الرجل كلما تعمدت أن تقبله تلك المرأة من قبلاتها الدافئة، وفي مساء أحد الأيام طرقت الجارة باب البيت وكانت بملابس الحداد، جاءت لتنبىء اسرته بوفاة أحد أقاربها وتستأذن في إصطحاب ابنهم الطفل المطرب معها.. وهكذا كان لكنها لم تستطع العودة في آخر الليل بسبب إنقطاع المواصلات وإقترحت عليه المبيت معها مع غالبية النساء اللآتي قمن بواجب العزاء الذي يستغرق ثلاثة أيام، وبدلاً من عودتهما مرة أخرى في الصباح أمضيا الليلة في مكان العزاء.. وفي منتصف الليل توزعت المعزيات وأولادهن في غرف البيت، وعندما أبدى الطفل المطرب رغبته في النوم أخذته الجارة ذات الأنوثة الطاغية لينام بجوارها!! وفي تلك الليلة وفي نفس الجو الحزين الذي كان يعيش فيه البيت كله تعلم على يديها كيف يكون رجلاً.. وإستمرت العلاقة بينهما تنمو حتى أصبح يعاملها كرجل، فصار يغار عليها من مصافحة الرجال ويُلقي أوامره بعدم خروجها من المنزل إلا بإذنه، وكانت تلك الجارة تتعلل بكثير من الأسباب لكي تنفرد به في شقتها ولم يشك أحداً من عائلته في أن هناك علاقة غرامية بينهما

وجاء يوم قرر فيه مدير الفرقة القيام برحلة إلى محافظة أخرى لأحياء الحفلات وكان وجود المطرب الطفل جزءاً ممتعاً للبرنامج الفني، وفي آخر ليلة له على المسرح ابلغه مدير الفرقة بأن يستعد للسفر معهم، وليلتها لم يكن معه نقوداً ليستقل بسيارة أجرة ويعود إلى منزله ويُحضر نفسه للسفر في اليوم التالي، مما أِضطره للعودة سيراً وقرر أن يختصر الطريق فأضطر للمرور من حي تسكنه بنات الليل وبائعات الهوى وإثتاء مروره من هناك جذبته إمرأة من محترفات البغاء، كانت عجوزاً تضع على وجهها كمية هائلة من المكياج، وما كاد المطرب الصغير ينظر اليها حتى تملكه الفزع والخوف إذ كانت ملامح الشيطان واضحة على وجهها.. وظلت تجذبه من ملابسه وهو يُحاول أن يتخلص منها بكل قواه حتى كادت أن تمزق ثيابه، وما ان أفلت منها حتى إنطلق بسرعة الصاروخ هارباً.. وكان في حالة رعب شديدة وبحاجة لصدر حنون يرتمي عليه، ففكر بأمه لكنه خشي أن تسأله عن سر فزعه فلا يستطيع أن يُكذب عليها، عندها فكر بجارته الحبيبة فأتجه اليها وقبل أن يطرق باب شقتها سمع همسات في الظلام وخُيل اليه انه يستمع إلى همساتها هي بالذات.. ولم يستطع أن يُكذب أُذنية وأطل من الناحية الأخرى للسلم فرأى الجارة في أحضان رجل آخر!! وعاد إلى بيته حزيناً ودخل غرفتهُ وأغلق على نفسهِ وأجهش بالبكاء.. وعن تلك الواقعة يقول في إعترافاته:” منذ ذلك اليوم ولِدت عندي العقدة من النساء وأيقنت بيني وبين نفسي انه إذا نالني أي أذى فسوف يكون بسبب إمرأة، وحتى اليوم لا أخشى إلا من النساء، ورغم خوفي الشديد منهن إلا اني لا أستطيع الإستغناء عنهن ابداً.. وكلما حاولت الإبتعاد عنهن كلما إشتد الصراع بين رغبتي فيهن وبين خوفي منهن ومن أذيتهن لي يوماً، وهكذا تولّدت عندي فكرة خطيرة وهي أن المرأة مثل العود تماماً أستطيع أن العب عليها في الوقت الذي أريده انا فقط

(يتبع)