• دخلت دوامة الاموال وتجارة الاجساد وبقيت خادمة لكريستين

  • كرهت الرجال وقررت ان اصبح مشهورة فعثرت على ممول حرزان

  • كنت المخ وكان الدولار وبقيت احتقر نفسي

اعطتني كريستين سيغارة ملغومة، لم افهم حينها ماذا تقصد فراحت تشرح لي ان هذه السغائر مثل حبوب المهدئات تُشعر المُكتئب براحة نفسية، اقتنعت بسرعة لانني كنت في حالة قابلة على تلقي اي شيء، فأستسلمت واخذت بالتدخين واحتساء الخمر، وصرت احدثها عن مشاكلي مع حبيبي الذي يتطاول عليّ ويُغرر بي ويعاملني بقسوة بعد ان يأخذ متعته مني، وكريستين تُخفف عني وتعدني ان اكون حبيبتها المفضلة وصديقتها الصدوقة، وانها ستعوضني عن كل الحنان الذي افتقدته في سنوات عمري الصغيرة، وطلبت مني ان اقطع علاقتي بهذا الشاب المستهتر الذي لا يُجيب على اتصالاتي، الا حين يحتاجني لخدمة او ليعاشرني، لم اقاوم رغبة كريستين بي لاني بدوري شعرت بانجذاب نحوها ووجدت نفسي ارتمي بحضنها وابكي

ومن يومها اصبحت حبيبتي، تأمرني فأطيعها، وادمنت الخمر على انواعه وتعاطي الحشيش معها، وكم من ليال حمراء ممتعة قضيناها معاً، كنت اشعر بذاتي وقوة شخصيتي خصوصاً عندما العب دور الرجل، وعندما كنا نختلف وتقاطعني، كنت افقد صوابي وأفعل المستحيل لاسترضائها، فأقبل يديها ورجليها لاني احببتها ولم يكن من السهل عليّ ان أقيم علاقة سحاقية مع فتاة اخرى

مرت ثلاث سنوات، اكتشفت اني لا شيء ولم احقق في حياتي ما يستحق الذكر، ولا حتى في التحصيل العلمي، كانت الحرب قد انتهت والدنيا بدأت تتفتح على بعضها البعض، وتغير الزمن في لحظة فشعرت حينها بضرورة ان احقق مكانة لنفسي لا ان ابقى لقمة سائغة في الافواه، فعملت كسكرتيرة لاني كنت قد درست السكرتاريا في احد المعاهد، ولم اتردد في اقامة علاقات عابرة مع المدراء والموظفين وحتى العمال او اي شخص بأمكانه ان يوصلني لتحقيق هدفي في العمل بمركز مرموق في شركة كبرى، واصبح شخصية بارزة تُسلط عليها الاضواء، فأقمت علاقات مشبوهة مع رجال الاعمال واصحاب المال، وتعلمت منهم كيف تُحاك المؤامرات وغسيل الاموال وتجارة الاجساد، وكنت ماهرة في التقاط خيوط اللعبة حتى عثرت على ممول “حرزان”، كنت انا الرأس المُدبر وهو الدولار الذي يصرف، فأسسنا شركة واصبحنا مع بعض رجال الاعمال من الشخصيات المشهورة التي تُسلط عليها الاضواء، لا انكر ان وضعي المادي تحسن، واجريت بضع عمليات تجميل لزوم الشغل، وعوضت امي المريضة بالقلب عن الذُل الذي طالما ذاقته من والدي الذي اصيب بالشلل، اما اختي فما زالت سعيدة بالحياة التي اختارتها لنفسها اي المُساكنة مع من ترغب وعيّنتها سكرتيرتي الخاصة

انا اليوم اعترف بصراحة مطلقة اني اعيش شخصيتين متناقضتين الاولى متزنة وتُدير مؤسسة لها ثقلها في البلد، وذلك طبعاً بمعونة شركائي، وفي الليل اعيش شخصية ثانية حيث اعود الى عالمي الخاص وحبي الاول كريستين التي يستحيل ان انساها، فرغم علاقاتي المتعددة بالرجال، غير اني لا اعرف المُتعة الحقيقية الا معها، لدرجة انني سخرت لها كل خدماتي وامنت لها ما تريده من مصروف شهري، وحتى عندما تثور عليّ اذا تأخرت عليها او عصيتها بأمر ما فهي لا تتردد بضربي واهانتي مما يزيدني تعلقاً بها فأعود اليها كالجارية المُطيعة

اخيراً، لابد ان اقول انني لست انسانة شاذة ولا سادية او ماسوشية، انا ضحية بيئة تعيسة واهلي لم يربوني على الاخلاق وتعاليم ديني، فحولتني الظروف الى فتاة قليلة الايمان، وعندما اخلد الى نفسي احتقرها، ولطالما عزمت على ترك كل تلك العلاقات المحرمة والمال الحرام، لكن الحياة قاسية وبالتالي بات صعباً عليّ الخروج من بئر العار الذي اوقعت نفسي فيه

يبقى التنويه بأن حنان ليست شخصية مشهورة بالمعنى المتعارف عليه، لكنها تدعي الشهرة اذ يوجد خلف الستار من نصّبها في هذا المركز في احدى المؤسسات ذات المشاريع الوهمية المشهورة بالبيزنس، ومن هذا المنطلق تُدعى حنان لعدد من المناسبات، ولانها تهوى الاضواء وتعشق الصحافة تتسلل بين كبار القوم لتلتقط لها صورة من هنا ولقطة من هناك، فتُنشر ويُشار اليها كما كانت تحلم دوماً، ولو على حساب كرامتها وشرفها اللذين نسفتهما من قاموس حياتها المليئة بالخطايا والمال الحرام والسحاق، وبعد… يبقى ان نقول بئس هذا الزمن الرخيص الذي اصبح فيه المال يشتري المنصب والشهرة