نشرت مجلة
“Nature Medicine”
الأميركية بحثا لعلماء البيولوجيا الدقيقة، يفيد بأنهم جربوا دواءً على فئران تجارب يقضي بشكل انتقائي على الخلايا المتهالكة بسبب الشيخوخة
ووفقا لعالمة الأحياء فيليبي سييرا من المعهد الوطني للشيخوخة في بيثيسدا بالولايات المتحدة، فإن دراسة لحالة الفئران باستخدام عقاقير “سينوليتيت”، أظهرت نتائج مذهلة وأطالت العمر الافتراضي للفئران بواقع الثلث، والخطوة القادمة هي التأكد من أن المواد المكونة للعقاقير آمنة للبشر وليس لها أعراض جانبية خطيرة
ويوضح البحث المذكور أنه من وجهة النظر العلمية البحتة: الخلايا الجنينية والخلايا الجذعية الجنينية قادرة على الحياة إلى أجل غير مسمى، وتستطيع عند توفر بيئة مناسبة أن تنقسم بشكل غير محدود، ومع ذلك عند كبار السن تفقد الخلايا من قدراتها وتدخل في مرحلة الشيخوخة
وقبل عامين حقن علماء أحياء أمريكيين فئران مخبرية بهذه العقاقير وتبين أن الفئران تخلصت من أعراض كثيرة للشيخوخة منها الترهل العضلي، عندها قرر العلماء محاولة الحصول على نتيجة مماثلة دون التدخل في عمل الحمض النووي
وأجرى العلماء تجربة أخرى على فئران بدت عليها العلامات الجسدية الأولى للشيخوخة فحقنوها بمزيج من مادتين، الأولى تسمى داساتينيب” وهي من مكونات دواء من اللوكيميا، والثانية “كيرسيتين” وهي خليط الطعم المر للبصل والأصباغ النباتية الحمراء، فاتضح أن المادة الأولى دمرت الخلايا العتيقة المتهالكة، أما الثانية فقد قللت من احتمال إصابة الخلايا بالالتهابات
كما أظهرت التجارب أن استخدام جرعات خفيفة من هذه العقاقير كان له أثر واضح على حفاظ القوارض على شبابها وحيويتها، لذا راقب العلماء الأمريكيين ما يمكن حدوثه إذا أدخل هذا الخليط، الذي أطلقوا عليه اسم cenolithi
، أي “مذيب الشيخوخة”، في جسم الفئران، فلوحظ أن الخليط ساعد القوارض المسنة على العيش أطول بـ 36 ٪ من عمر جيلهم، ما يدل على أن “مذيب الشيخوخة” لا يزيل علامات الشيخوخة فحسب بل ويطيل العمر أيضا
وبما أن مكونات المزيج “مذيب الشيخوخة” تستخدم في الطبابة كأصباغ ومضافات غذائية، فإن ذلك يبعث على الأمل في أن يستخدم بنجاح في التطبيقات الطبية دون أن يكون باهض الثمن