حين نقول كلمة سحر، يتبادر إلى أذهاننا على الفور، أنّها مجرد كلمات، أو خزعبلات، لا تمتّ إلى الواقع بصلة، وتكون المفاجأة حين نلتقي من عانى من السحر وتحوَّل إلى ضحية.. فنانون وشخصيات بارزة بالمجتمع يعيشون صراعاً من عذاب الجن، أصبحت حياتهم جحيماً لا يُطاق، وكُثر هم الذين يُعتبرون من الزبائن الدائمين للسحرة، والمفارقة، أنّ معظمهم من الفئة العليا، ومن سادة المجتمع، والمشاهير ولكن يغلِّفون حياتهم بالإبهار، لكنّهم يعيشون جهنّم

الحلقة الأولى

بطلتُها مطربة معروفة عربياً، تحوَّلت إلى ضحية، بعد سيطرة الجنّ عليها، من قبل مشعوذ شهير، الفنانة اعتزلت حياة الأضواء، بعد أن تمكن المشعوذ من تغيير حياتها، بإيعاز من مغنيته التي صارت الآن شهيرة، لكنّها كانت لا شيء، قبل أن تلجأ إليه. وكانت المغنية تنافس المطربة على عرش النجومية، ولم تجد وسيلة لإزاحتها من الطريق، إلا بلجوئها للسحر، أُسوة بعدد كبير من نخبة المجتمع والفن، الذين يعتمدون السحر في حياتهم، والناس لا يعرفون أنّ معظم من تحيط بهم تلك الهالة، ما هم إلا “ناسٌ من ورق”!!..لكن ما قصة الفنانة مع غريمتها؟ وما علاقة الساحر  بها ؟
كانت مطربة معروفة، والكل يتوقع لها المزيد من النجاح، لأنّها تتمتع بكل مواصفات المطربة الحقيقية، إضافة إلى سمعتها الطيبة، وصيتها الحسن بين الناس. كبار الملحنين والشعراء، قدّموا لها أجمل الأعمال وأهمَّها، فحققت نجاحات مذهلة، كان كل شيء يسير على ما يرام، ولم تتخيَّل المطربة الشابة يوماً، أن تقتنص زميلتها المغنية الفرص، بعدما أصبحت أغنياتها بين ليلة وضحاها تتردد في جميع أنحاء الوطن العربي، وكانت المطربة عملاقة بشهادة كبار النقاد، وتملك قدرات تؤهلها لتتربع على عرش الغناء، كل هذا جعل زميلتها المغنية تثور، وتفقد صوابها، ولا تجد لنفسها مُعيناً، إلا الساحر الشهير، الذي لجأت اليه، فأقامت معه علاقةً مشبوهة، وأكدت المطربة الغائبة عن الأضواء الآن، أنّها لم تتوقع أن تقف زميلتها وابنة بلدها، لها بالمرصاد، عقب كل حفلة تُحييها، وأنّها تفاجأت بها تُحيك لها المكائد، وتحاول رشقها بأبشع الشائعات، غير أن التزام المطربة، كان يحميها من سموم المغنية الصغيرة، التي فاض بها الكيل، بعد أن شعرت بخطورة وجود الأولى على الساحة، فبدأت المعارك تنشب بينهما، وتظهر للعلن، حتى توعدت المغنية غريمتَها بالقضاء عليها مهما كلَّف الأمر

وتقول المطربة المعتزلة في مذكراتها:” لجأَت منافِستي لصديقها الساحر، كي يزيحني عن دربها إلى الأبد، صرت أشعر أنّ الدنيا تضيق بي، وبدأ الخمول يصيبني، ما عدت أطيق البقاء في مكان واحد، مللت حياة الفن، فصارت تعترضني أمور مريبة، ومشكلة تلو الأخرى، حتى عزمت على هجر الأضواء والفن، دون سابق تصميم. وسط ذهول الجميع تركتُ الغناء الذي أعشقه، ولم تمر فترة على اعتزالي، حتى بانت الحقيقة لي، وعلمتُ أن المغنية، هي وراء ابتعادي عن الساحة، بعدما استخدمَت كل أنواع السحر الأسود ضدِّي. كانت المفارقة أن أعرف من صديقة لها، غدرت بها بعد أن أمّنتها على بيتها وعائلتها، فكانت النتيجة أن خطفت منها زوجها ودمَّرت حياتها وكانت السبب في طلاقها”.(وتضيف المطربة):” المشعوذ يُعدّ من أكبر العاملين في تسخير الجن، وأؤكد لكِ أنه شهير في السحر الأسود السُفلي. يقرأ للمغنية الشعوذات على المياه لتغسل وجهها، كي تكتسب بشرتها بريقاً، ويوفِّر لها، إلى جانب الجمال، كل المال والحب والقبول، وعندما قررتْ دخول عالم الغناء، وعدها بأن يُشرع أمامها الأبواب المغلقة، ويُدخلها عالم الأضواء من أوسع أبوابه، ويجعلها نجمة غناء أولى. وكان الساحر يستخدم خبراته في السحر، لمساعدة المغنية على تحقيق حلمها. فيُحضر لها قطعاً من الرصاص، وكلمات الأغاني التي ستؤديها، ويطلق بخوره حولها ويردد تعاويذه، ثم يؤدِّي طقوسه، وينقش على الرصاص كلمات سحرية، مُرفقة ببعض كلمات الأغاني، وكانت المغنية تنطلق لتغني بثقة، ليخرج صوتها المسحور فيسلب الألباب، كما سخَّر لها المشعوذ سحره، في مجالات الصحافة والحفلات، وشركات الإنتاج، لتصبح نجمة مشهورة في العالم العربي.. لقد حوّلت هذه المغنية حياتي إلى جحيم، وقضت على مستقبلي، بغيرتها العمياء، وكيدها وأهوائها الشيطانية وممارستها للسحر”.
ولكن ماذا عن الموسيقار المشهور الذي دمرت احداهن حياته وكتبت له الطلاسم على الطعام؟