في خطوة فريدة من نوعها نلاحظ في لبنان ان من قدر الفن هم ” اطباء ” من نظن انهم بعيدون عن “الحس الفني” هم نفسهم اصحاب النفوس والقلوب الصلبة يكرمون من يبدعون بتحويل الكلمة الى نغمة شاعرية او المشهد الى ذكرى عاطفية
أيجب ان نعتبر هذه المفارقة جميلة ام نضحك لان شر البلية ما يضحك؟ ولان الدولة والوزارة المعنية واهل الاختصاص لم يسعوا حتى الان لاعطاء اهل الفن الراقي حقهم المعنوي والمادي فيما يطال الفنانين كل الواجبات المطلوبة من اي مواطن مهما كانت مهنته


طبيب التجميل اللبناني العالمي، د.هراتش سغبزاريان قدم منذ ٣ اعوام حتى اليوم حفل “الزمن الجميل” في خطوة سرقت اهتمام الجميع. اين مصلحة هذا الطبيب بتكريم “كبار الفنانين في العمر وفي التاريخ المهني” ؟ ليس سراً على احد ان الفنان في لبنان يمضي حياته يعمل ويشتهر ولكن عندما يشيخ تنطفئ اضواءه ينسحب الجميع من حوله ويصبح عاطل عن العمل وينتهي به المطاف فقيراً متروكاً ومنسياً… اذا كبارنا في الفن ليسوا اصحاب نفوذ ولا اموال وليسوا مشروع “زبائن” لاي طبيب

لذا بعكس اي حفل تكريمي اتفاجأ كيف اصبح “الزمن الجميل” موعداً سنوياً ثابةً وان كان هدف د.هراتش نيل اهتمام الصحافة به فهنيئاً له ذلك ! من يدفع مئة الف دولار امريكي لنجوم الزمن الماضي المشرّف للبنان، من يعمل لتقديم بوالص التأمين على حياتهم وعلى بيوتهم لمدى العمر ومن يسعى للاتفاق مع مصمم ازياء معروف في لبنان، ايلي فارس الذي لا يغيب عن اي مهرجان صيفي جمالي ويخطو بخطوات ثابتة نحو نجومية ملحوظة، يتبرع بالاهتمام باطلالة كبارنا في الفن حتى رمقهم الاخير

وفي حديث جانبي مع د.هراتش رد بكل صدق على اسئلتنا بغية ان نعلم اين تكمن مصلحته وانه لو اراد كسب ثقة الصحافة لكان فعلها باعلانات تكلفه اقل من حفلتين ضخمتين وبوالص واموال تقدم لاشخاص رغم قيمتهم الفنية والمعنوية لن يكسب عبرهم اي افادة تضاف لمهنته؟ اجاب انه يكتفي بكثب ثقة الناس من حوله حين يرى كيف يزداد الاهتمام “بالزمن الجميل” وكيف يحضر اهل الفن الحفل باختلاف اعمارهم وشهرتهم ليصفقوا لمن كانوا وجه لبنان الفني . “هراتش” سعيد بكسب ثقة الناس وبتكريم من كبر وهو يشاهد اعمالهم فيرى انه يزرع الفرح من حوله وان الرب تكرم عليه بالمال الوفير وهو كطبيب يزداد نجاحه عام بعد عام ومع فقدان ابيه شعر ايضاً انه يعطي لكبار لبنان ما لم يتسنى له ان يقدمه لوالده

اما الممثلة و عضو في لجنة “الزمن الجميل” ميرنا مكرزل هنأت د.هراتش على جهوده الراقية وعلى فكرة “الزمن الجميل” رافضة ان تحمل نقابة الفنانين مسؤولية تغيّب كبار اهل الفن وتجاهل حقوقهم معتبرة ان النقابة تحاول جاهدة دعم الفنان لكنها مكبلة الليدين من قبل الدولة ووجهت اصابع الاتهام نحو دولتنا مشيرة الى ان د.هراتش مشكور للقيام بخطوة فردية توازي “دولة” وتظهر للشعب ان من يريد فعلاً تكريم رموز الفن الجميل في بلده قادر على ذلك وحجج اهل السياسة والمناصب المعنية بالفن لم تعد مقنعة

فيما شددت المخرجة كارولين ميلان ان الفن يعكس صورة البلد للعالم اجمع. والفنانون اللبنانيون لطالما عكسوا نجاحاً عالمياً فيما لم ينالوا التقدير المفروض على ارض وطنهم فشكراً د.هراتش الذي امن ان الفن منارة لبنان ولكبارنا في الفن اقول: نحن هنا لنصفق فخورون بانجازاتك على امل ان نجد عند شيخوختنا من يقدر مسيرتنا فلولاكم لما كنا نحن جيل بعد جيل مؤمنين بالفن متأثرين باعمالكم الرائعة

 

والممثل خالد السيد عبر عن سعادته لما يقوم به طبيب التجميل د.سغبزريان قائلاً: “ما حدا غيرو بيدفع مرتين ورا بعض لحفلتين كبار ومن جيبتو ” معتبراً ان حس الانسانية عالٍ عند د.هراتش وان كانت هذه هي طريقته ليضاعف من شهرته “برافو عليه” يستحق كل تقدير لاعماله الانسانية ولتقديره لمسيرة كبار اهل الفن دون ان يسعى لجلب اي راعي للحفل او ان يشاركه احد في دفع تكاليف هذا الحفل الصخم وقيمة الجوائز التقديرية لانه لم يكتف ِ بدرع بل تكفل تقريباً بحياة رموز الفن الجميل لذا لابد ان نرفع له القبعة تقديراً لانجازاته الانسانية