بمقطوعات كبار المؤلّفين الموسيقيّين، أدخلت عازفة البيانو الفرنسيّة إليزابيت سومبار الفرح إلى قلوب عشرات كبار السنّ وذوي الإعاقات الجسديّة والعقليّة والإضطرابات النفسيّة، خلال سلسلة حفلات موسيقيّة مدّة كلّ منها ساعة، أقامتها منظمة مالطا في لبنان خلال الأسبوع الفائت في مراكز صحيّة واجتماعية تابعة لها أو متعاونة معها، انطلاقاً من شعارها “الموسيقى بَلْسَم الروح”، واستكمالاً لمبادراتها الهادفة إلى توفير الرعاية الصحيّة والإنسانيّة للفئات المحتاجة في المجتمع اللبناني
وأقامت منظّمة مالطا هذه الحفلات بالتعاون مع مؤسسة
Résonnance
العالميّة، وبدعم من شريكها الدائم بنك سوسيته جنرال في لبنان
(SGBL)
، في إطار مبادراته العديدة المتعلقة بالمسؤوليّة الاجتماعيّة. وهذه الحفلات هي حلقة أولى مِن 12 حفلة موسيقيّة تقام على أربع دفعات على مدار السنة، بموجب اتفاق تعاون بين المنظّمة ومؤسّسة Résonnance
– فرع لبنان، ويقدّمها عازفو بيانو عالميّون في مراكز المنظّمة الصحّية والإجتماعيّة ومراكز الرعاية النهاريّة لكبار السن ومراكز رعاية ذوي الإحتياجات الخاصّة أو ذوي الإعاقة، أو في المستشفيات والمؤسّسات الشريكة، إضافة إلى السجون ودور الأيتام وسواها
وينطلق اتفاق الشراكة هذا من الأهداف الإنسانيّة المشتركة بين مؤسّسة
Résonnance
ومنظّمة مالطا التي تنشط في لبنان منذ أكثر من 40 عاماً، وتنفّذ راهناً نحو 30 برنامجاً إنسانيّاً مختلفاً، تساهم من خلالها في دعم المعوَزين والذين يعانون ظروفاً صعبة في كل أنحاء لبنان من دون أيّ تمييز، بالتعاون مع كل الطوائف
وقال رئيس جمعية فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي إن شعار هذا الإتفاق هو “تغذية الروح بالموسيقى”. ورأى أن “عزف سومبار يجعل كل شخص يسمعه يتّحِد مع الآخرين في المحبة والإيمان”
وشَمَل البرنامج حفلة في مستشفى دير الصليب للأمراض العقليّة والنفسيّة، بحضور عدد من راهبات الصليب في مقدّمهنَ مديرة المستشفى الأخت جوزفين مطر والأخت ماري مخلوف. وافتتحت الحفلة بالنشيد الوطني ونشيد “أبونا يعقوب”، وقد أدّتهما جوقة دير الصليب التي تضم عدداً من المرضى. وأبدت مطر تقدير المستشفى “للمساعدة التطوّعيّة التي توفّرها المنظّمة منذ سنوات لمرضاه”، مشيدة كذلك بما تتميّز به المنظّمة من “تفانٍ إنسانيّ” وبـ”اندفاع المتطوّعين الشباب” فيها
وتتعاون المنظّمة مع مستشفى دير الصليب منذ 20 عاماً عبر تخصيص مخيّمات للمرضى في مركزها لتعليم ذوي الإعاقات الشديدة العقليّة والحركيّة في بلدة شبروح الكسروانيّة، بإشراف متطوّعين شباب من كل الجنسيّات يتولّون الإهتمام بهم. كذلك، يتولّى متطوّعون مماثلون الإهتمام بعدد من مرضى المستشفى على مدى عشرة أشهر يمضونها في لبنان ضمن برنامج “كارافان” التابع للمنظمة
وأقيمت حفلة في مركز التعليم العلاجي للأولاد المصابين بالشلل الدماغي التابع للمنظّمة في مستشفى بحنّس لراهبات المحبّة، حيث تتوافر أيضاً بركة للعلاج الفيزيائي بالمياه المعدنيّة صمّمت خصّيصاً لذوي الإحتياجات الخاصّة والأولاد المصابين بالشلل الدماغي، وهي الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط
كذلك كانت حفلة في جمعية “أكسوفيل” التي تُعنى بالأولاد المصابين بمتلازمة “داون”، حضرتها عائلاتهم ورئيسة الجمعيّة نبيلة فارس. وشكرت فارس العازفة سومبار التي “أرادت أن تجعل من موهبتها غذاءً توزّعه على الجميع وخصوصاً أولئك الذين لا يحظون بفرص سماع الموسيقى”. كذلك شكرت منظّمة مالطا وداعمي “أكسوفيل”، مضيفة: “بمحبّتهم نستطيع متابعة الطريق نحو الهدف الأسمى وهو جعل أولادنا أعضاء فاعلين وحَسْبِ قدراتهم في المجتمع، لا تهميشهم
وتجدر الإشارة إلى أنّ منظّمة مالطا تنظّم في مركزها في شبروح مخيّمات للأولاد الذين ترعاهم “أكسوفيل
ونُظّمَت حفلة أيضاً في كنيسة روم (قضاء جزين) لنحو 70 من كبار السن من الطوائف كافّة، يُعنى بهم مركز الرعاية النهاريّة الذي تديره المنظّمة بالتعاون مع مؤسّسة نبيل فيليب الحداد الخيريّة وراهبات المحبّة (بيزانسون)، ويضمّ أيضاً مركزاً طبّياً. وحضر الحفلة عدد من أعضاء المجلس البلدي لروم ومسؤولون من منظّمة مالطا وفريق المركز
وعزفت سومبار في كل حفلاتها مقطوعات لباخ وموزار وشوبرت، واختتمت كلاً منها بمقطوعة