من جديد نجد أقلامنا منغمسة في ورطة الصوت بمناسبة #اليوم_العالمي_للمسرح 27 مارس…ورغم أن المسرح فقد الكثير من بريقة، لكنه في غالبية الدول الغربية يحافظ على وجهه وعالمه وخصوصيته، ويدعم من قبل الدولة والشركات الخاصة إذا وجدوا ما يستحق لآن جمهور المسرح هناك لا يزال يؤمن به، ويصر أن يشاهده ويتفاعل معه على عكس ما هو حاصل في بلاد العرب، وإذا نجحت تجربة مسرحية عربية، وهذا من النادر منذ أكثر من عشر سنوات تكون مصادفة، وبمجهود فردية لا تؤسس للمسرح الواضح والدائم
بلادنا فقدت الحلم، والمسرح أحلام
بلادنا فقدت الثقة، والمسرح يعطي الثقة، ويفرض الثقة، وهو ثقة وجود المجتمع لآنه صورة عنه مع تحريك الفكر والبصر
بلادنا لم تعطيه، ولم تعد تعطيه قيمة، والمسرح هو قيمة الإبداع والإنسان الباحث
بلادنا من آخر اهتماماتها المسرح، والمسرح يهتم بالجميع، ويحمل أوجاع الجميع، ويرسم خطوات الجميع
بلادنا تغتصب صالات المسرح، وتتركها للقمامة، وربما تزيلها من أجل إنشاء موقف سيارات، والصالات المسرحية هي الشاهد الحقيقي على أنفاسنا، وأفراحنا، وأرواحنا الساكنة داخل المستطيل، وبعض انظمتنا العربية بكل تناقضاتها، وديكتاتورياتها، وتخلفها في صناعة ما يشبهها، والمسرح يفضحها، يصفعها، يصور الخلل من خلال إلقاء الضوء، ولا يسمح بمرور العاصفة دون مواجة
في بلادنا التي كان لها ريادة الفن المسرحي جعلت من المسرح أسوأ المرافق، وهجرته، وجعلته عفناً، رائحته نتنة، وكل ما فيه يدل على تخلف البلد، والمسرح كان واجهة حضارية لمستوى الفن، وقيمة تطور المجتمع
وفي غالبية دولنا العربية تأكلت جدران المسارح، وقزم المستطيل، واختفى الممثل الانسان خوفاً من المغامرة، وترك الساحة لصيصان لا علاقة لها بأبو الفنون، وترك شطحات لأجساد جامحة، وعارضات فارغات، وجهلاء بألف باء الفن، ولكن الواسطة السلطة المال يفرضوا ما لا يُفرض
مسرحنا العربي اليوم بغالبيته معاق، ومغيب، ومناضل ينازع في تقديم أوراق اعتماده لآن أهله شاخوا، وجمهوره لم يعد يعرفه
مسرحنا العربي دخل الكهف في إعلام عربي لم يعد يسمع بالمسرح إلا إذا مات من كان يعمل ذات يوم في المسرح وعلى خشبة المسرح، وترك كل همومه على موائد الضيافة في مهرجانات عانس، لا يشارك فيها غير أصحاب التهمة والتخمة
أصحاب التهمة في اغتيال المسرح لكونهم دخلاء جلبتهم واسطة ضريرة وصماء
وأصحاب التخمة لكثرة تنظيرهم عن مسرح لا يُشاهد، ولم يتعرف عليه من ينظر عنه
مسرحنا العربي يفتقد الناقد المسؤول، وأصبح النقد جاهزاً دون عروضه
مسرحنا العربي تقوقع بفضل الذهنية المتبعة عند بعض من كذب علينا، وأصر أن يكون النجم العظيم في مهرجانات بعيدة عن الناس، مهرجانات نائية بنفسها عن أن ينفضح أمرها
مسرحنا العربي ظلم من قبل المشرفين عليه عنوة، ويتقبل التعازي فيه داخل فعاليات المهرجانات، وأشخاص عظيمة تصر أن تلغي غيرها خوفاً من أن ينفضح جهلها
نحن، ومن خلال تصوير واقع مسرحنا، ورفع الصوت عالياً لسنا نعيش السواد في استمرارية المسرح، ولا نرجوا تخويف من لا يزال يعيش الحلم المسرحي، ونأمل أن يخرج أحدهم كي يصفعنا، ويبدأ بتقديم المسرح المغاير، المسرح الذي يذهب إلى الناس والطلاب والشباب والأطفال لا المسرح النخبوي والمتقوقع كما هو حال مسرح العرب إذا حدث، المسرح الذي لا ينظر بل يخاطب أناسه بعيداً عن الفوقية، والتعالي، واستغلال واستغباء المتلقي، المسرح الذي لا يصنف في خانة الصراخ، والبكائيات والعبثية الغير مفهومة والغير هادفة، بل يقدم مشاكل وقضايا أهله وأناسه
لذلك علينا الإعتراف بالعاهة والخطأ، ومن ثم ينطلق التغيير، أما التصحيح على خطأ، والترميم على اجساد مهلهلة كما فاقد الشيء لن يعطينا النجاح
وإلى حين ذلك نستطيع القول، ورغم المهرجانات العربية الكثيفة، والخطابات الحزينة، والجلسات الكئيبة لم يعد لدينا في الغالب مسارح عربية، ولا مسرحاً عربياً وبالاخص في لبنان حيث التنظير والشوفانية، وفي مصر حيث الثرثرة، وبعض دول الخليج حيث تقوقع في لعبة السياسة، وفي تونس والمغرب والاردن وسوريا حيث يعيش الغربة
كل عام نقولها لكل مسرحي يناضل عكس ما هو سائد وهو بخير…مسرح العرب… خبر كان
بقلم//جهاد أيوب