برعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية الاستاذ بيار بو عاصي، اختتمت “مؤسسة الصفدي” مشروع “نبض الحيّ” المموّل من برنامج الصندوق الإنساني للبنان التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

(Lebanon Humanitarian Fund of OCHA)

، بحفل وطني جامع أحياه عزفًا وغناءً أكثر من 200 طفل وشاب وشابة من مناطق التبانة جبل محسن والقبّة ولاجئين سوريين وفلسطينيين في قاعة المؤتمرات في معرض رشيد كرامي الدولي

حضر الحفل الى جانب الوزير بو عاصي، المنسق المقيم والمنسق الإنساني للأمم المتحدة الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي السيد فيليب لازاريني، النائبين خضر حبيب ومحمد الصفدي، النائب السابق مصباح الأحدب، رئيسة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة

OCHA

ناتالي فوستييه، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالسيدة ندى ميقاتي، اللواء أشرف ريفي ممثلاً بعقيلته سليمة ريفي، الوزير محمد عبد اللطيف كبارة ممثلاً بالسيد سامي رضا، النائب سمير الجسر ممثلاً بعقيلته سلام الجسر، النائب احمد فتفت ممثلاً بالسيدة رنا فتفت، مستشار رئيس تيار المستقبل لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، رئيسة جمعية “أكيد فينا سوا” عرّابة المشروع فيولات الصفدي، الفنان جوزيف عطية، ورؤساء جمعيات محلية وأهلية مشاركة في المشروع: مجلس شباب التبانة، جمعية روح الشباب وأكاديمية شباب القبّة، أهالي الطلاب، وحشد من المهتمين

بو عاصي

بعد النشيد الوطني اللبناني بأداء الأطفال وكلمة ترحيبية من مديرة المشروع ايليان صهيون، توجه الوزير بو عاصي الى الحاضرين قائلاً: “أحسدكم لأنكم من باب التبانة وجبل محسن والقبة” داعيًا اياهم “الا يدعوا احدًا يعيّرهم بأنهم أبناء هذه المناطق بل على العكس حثّهم على ان يبقى رأسهم مرفوعا ومتحلين بالفخر بأنهم ينتمون الى منطقة تحوي على طاقات بشرية وانسانية عديدة”، لافتًا الى ان “جميع البلدان والقارات مرّت بمعاناة ولكن بالارادة نتخطى كلّ شيء” معتبرًا ان “الأهمّ من كلّ ذلك هو ان يعرف الفرد كيف يخرج من المعاناة بالتصميم والإرادة وعدم الإنجرار وراء الأحداث ورفض الآخر”. ولفت الى انه “من الطبيعي ان تتمايز هذه المناطق عن بعضها البعض الا ان العيش سويًا دون تمييز جائز تحت اطار الحب الذي يكنونه لطرابلس، وللبنان وللإنسانية

وشدّد على أهمية “الثقة بالنفس والإنفتاح على الآخر بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللون بهدف تحقيق الذات”. وختم مؤكدًا ان “اهالي ومدينة طرابلس أحياء” مهنئًا اياهم على كلّ مجهود يقومون به” متمنيًا “التوفيق للجمي

لازاريني

من جهته، لفت لازاريني الى ان “عوامل الفقر والأوضاع الاقتصادية المتردية أثّرا سلبًا على أطفال وشباب جبل محسن، وباب التبانة والقبة، مما أدّى الى ارتفاع نسب البطالة، وبخاصةٍ بين صفوف الشباب الذين يعيشون في هذه المناطق” معتبرًا انهم “باتوا يعانون من انعدام الاستقرار، وذلك بسبب غياب التماسك الاجتماعي والثقة بين أفراد المجتمع المنتمين الى طوائف مختلفة

وأشار الى انه “وبالرغم من المصاعب التي يواجهونها، هؤلاء الأطفال والشباب هم أبطال في تخفيف التحديات والتوترات”. ورأى ان “بعد خضوعهم لتدريبات تعليمية وعلاجية مع الأساتذة من المناطق عينها، تعلّموا عزف الموسيقى معًا، والرّقص، والغناء في جوقة، وتأليف أغانٍ جديدة تروي حكاياتهم” معتبرًا ان “ذلك منحهم فرصة التعلّم والنمو معًا، والتعاون على تبادل رسالة التعايش سلميًا خلال فترة تسودها الأزمات والصعوبات

ولفت الى ان “هؤلاء الأطفال باتوا يستخدمون مواهبم الجديدة لصالح مجتمعاتهم المحلية من أجل التغلّب على سنواتٍ من الانقسام، والنمطية، والكراهية، وتحويلها الى تسامح، وتنوّع، وصداقة تدوم مدى الحياة” مبديًا اعجابه بـ”الأغنيات التي كتبها الأطفال ولحنوها” معتبرًا انهم فعلًا نبض الحياة ورسل للسلام

الصفدي

بدورها، اعتبرت فيولات الصفدي ان “الرهان على نجاح المشروع انطلق من القناعة بأن المشكلة الحقيقية لم تكن يومًا بين أهل باب التبانة والقبة وجبل محسن بل لدى افراد آخرين ولأسباب أصبحت معلومة عند الجميع

ورأت ان “التجربة مع الأولاد أظهرت ومن اليوم الأول وبوضوح ان التوترات التي حصلت في السنوات الماضية مصطنعة ومفتعلة وبعيدة عن أهل طرابلس الذين يواجهون الحقد بالمحبة، والتطرّف بالإيمان، والضغينة بالأمل” شاكرة “أهل الأطفال الذين لولا دعمهم لما كان المشروع أبصر النور

وتوجهت اليهم بالقول “اطفالكم هم أطفالنا ومن واجبنا أن نفكر بمستقبلهم قبل مصالحنا، وبحياتهم قبل مخططاتنا، ولهم الحق الكامل بأن يحظوا بحياة كلها أمل بالمستقبل”، وتابعت:”من واجبنا أن نؤمن لهم الظروف التي تبعدهم عن الشرخ والانقسام ليستطيعوا ان يحققوا الذي لم نستطع نحن على تحقيقه لأنهم جيل المستقبل

وفيما أشارت الى ان “هذا المشروع المنفد من قبل “مؤسسة الصفدي” هو بعيد كل البعد عن السياسة لأن المؤسسة كانت وستبقى داعمة لبناء الفرد بغض النظر عن انتمائه الديني او السياسي” حذّرت من ان “يصبح هذا الجو من التآخي في خطر خصوصًا ان الانتخابات النيابية على الابواب وهي فترة يكثر خلالها التجييش واللعب على العصبيات” متمنية على الأطفال “الا يدعوا اي سبب يفرقهم من جديد” مؤكدة ان “هذا الكلام يأتي في اطار تأكيد المؤكد لأن الجميع بات يتحلّى اليوم بالوعي وان الحقيقة حلّت بينهم، فيما التضليل أصبح في مكان آخر

وكشفت عن “مفاجأة يحضرها الأطفال من طرابلس الى كلّ اللبنانيين” مشيرة الى ان “الأطفال سيكونون قدوة لكلّ أطفال لبنان وسيحتفلون باستقلال لبنان من خلال أغنية وطنية للفنان جوزيف عطيه ستعرض على مختلف وسائل الاعلام

أغان وطنية

بعد الكلمات الترحيبية، عُرض فيلم وثائقي عن مراحل المشروع، قبل ان يعتلي الأطفال المسرح ويؤدوا على مدى ساعة ونصف من الوقت مجموعة أغانٍ وطنية ولبنانية ترافقت مع الدبكة والعزف على البيانو، بالإضافة الى اغنيتين من كتابة وتأليف الأطفال والمديرة التقنية للمشروع فاديا دوماني ونشيد المشروع “نحن الأمل”. كما شارك الفنان جوزيف عطيه الأطفال بأغنية “لبنان رح يرجع

وفي الختام، قطع الحاضرون برفقة الأطفال قالب حلوى حمل اسم المشروع

خبرك_عنا_بالصور#ومن_قلب_الحدث#عبر_موقع#انت_وين؟#