بقلم/جهاد أيوب
      العقل ضرورة في قراءة الواقع، وفي قراءة الموروث والسنة وكل ما هو جديد، واليوم بعد هذا العمر الزمني المديد للرسالات الدينية، ولفكرة الاحزاب بتعداد عقائدها واخرها العلمانية وجب السؤال أين نحن، ولماذا وصلنا إلى العيش في المجرور؟
لا يستطيع المجنون فاقد العقل تحديد البوصلة أو الاجابة، ولو كان كذلك لحاسبه الرحمن أو اخذ بشهادته رغم أن سدة الحكم في بعض بلادنا بيد مجانين حكمت
 إذاً… نحتاج الى عقلاء يدركون أن العقل ينير واقعنا، نحتاج إلى من يؤمن بحوار العقل، فقط اشير إلى ان الايمان لا يتطلب كل العقل، ولكن العقل يتطلب كل الايمان، العقل يوصل إلى استنباط الحلول، والحلول تتطلب الاعتراف بالاخر وبالحوار من اجل الجميع، واذا فتح الحوار جدياً، وليس حواراً استعراضياً من اجل تكريس الفساد وزعامات الطرشان، وتمرير الوقت، وهنا سيُصنع حلقة مفرغة نتربع فيها مبتسمين ومنسمين
الحوار الجدي لا تولد منه حلقة مفرغة، بل حلقات متشعبة وجب تحديدها، ووضعها في دوائرها، واول نتائجها الاعتراف بأننا لسنا متشابهين او نسخة واحدة في الشكل والمضمون مهما تقاربنا، وهكذا حوارات تقربنا رغم بعدنا
نعم في بلادنا كل يتمسك بدائرته، وبمجرد ان نعتاد الحوار نكون قد فتحنا نافذة، ونحن مع كل حوار ما دام ضمن الفكر والاحترام، وقد لا يستفيد ادعياء المعرفة ونواطير الدين والاحزاب من الحوار والعقل، ولكن يوجد من يرفض واقعه، ويرغب بالنهوض، وسيستفيد من فكرة العقل والحوار الذي سيعتاده
 حينما نعترف بأن لدينا علة، ومشكلة، ومعضلة نكون قد قطعنا نصف طريق بداية الحل، والحل لا يأتي الا من خلال الحوار، والحوار يحتاج إلى عقلاء، والعقلاء يتطلب منهم العقل والحكمة، ومشكلتنا في عصبياتنا المذهبية والطائفية والدينية والفكرية والحزبية، واننا وصلنا إلى الغاء الآخر ونحن مبتسمين، واخطر ما نعانيه اليوم يكمن في البغضاء، والحسم بقتل من لا نتفق معه، والعداوة التي تطمس على قلوبنا
لماذا؟
لأننا لا نقرأ التاريخ كي نتعلم منه بل نعيشه، وهذه العلة قمة التخلف، ولا نقرأ التجارب، ولدينا منها مواقف قبل التعرف عليها ﻻن اصحابها ليسوا منا، ومناهجنا الحياتية متطرفة، ومناهج التدريس والتربية لدينا والتي نتغنى بها بتعصب مترهلة توصل الى داعش، وداعش يدعي تنفيذ شريعة الله، ولا أحد يجرؤ على تكفيره رغم اجرامه فقط يقولون أنه دموي
 نحتاج إلى الاعتراف بما نحن فيه وعليه، ومن ثم إلى مناهج نيرة، متحركة تتطور مع الزمن والظرف، ولا تلغي الكتاب الحق، ولا تستخف بفكر الآخر، والايمان بتنقيح الماضي والحاضر، والمقاربة الزمنية والظرفية، وهذا يساعدنا على وضع اسس ولبننة الطرح البناء والصرح الصحيح
نحن في قاع المجارير، ولم نعد في المصيبة، لذلك يتطلب منا الحوار والتواضع، وبأننا لسنا وحدنا على هذه الارض، وان الحياة شراكة، وحل مشاكلنا الفكرية السياسية الاجتماعية تتطلب الإنفتاح وليس التقوقع والخوف من كل جديد
الاعتراف يفتح العقل لأنه ينطلق من محاورة ذاتية لا خوف فيها، من يحاور وهو خائف يخسر العقل، ويفقد المواجهة، لذلك نحن ما يلي
 1-

نحن نبني تصرفاتنا، ومذهبيتنا، وعنصريتنا، وحزبيتنا على باطل، لذلك نحن باطل
2-

نشعر بسعادة إذا أصيب الآخر بأذية، ونسأل هل هو منا او منهم، و غافلين عن الانسان فيه
3-

نبارك الجهالة والفساد في جماعاتنا
4-

نتشدق بالدين والتراث والسنة والفكر والقيم والموروث والعلم، وحينما نعمل بمسلكنا نجد كل هذا في واد
5-

النفاق في التعامل الاجتماعي شعارنا الباطني، وهذه الفئة تكفر تلك في سرها، وفي العلن مجاملات وقبل وحفلات اكل وضحك، وأما العوام، ولكثرة ما تم شحنهم يتذابحون، ويتقوقعون، ويتكاثرون بتعصب
6-

نأكل وجارنا مصاب بداء الجوع، فكيف بنا ونحن نسرق اللقمة من فم الجائعين؟
على فكرة، ليس من يدعي الدين هو الوحيد المصاب في هذه الامراض، وايضا يطال بعض الاحزاب العلمانية، والديانات الدنياوية مصابة بهذا الداء…لذلك لا بد من صرخة، وعقل وحكمة، وقد يعجب احدهم بما تناولت ويقول :”كلامك عين الواقع”..هذا لا يكفي، ولن نتفرج ونستخدم النواح؟
لا بد من قراءة دقيقة حيادية فيها العقل هو الحكم، ومراجعة منهجية للموروث، ولكل ما قيل وقال وجاء من السلف، واستخدام العقل والحكمة في تقارب ما يدور من حولنا وفينا وعلينا…نحن نعيش في المجرور، ولم نعد نشكل معضلة بل للاسف فقدنا الانسان فينا وصرنا ذاك المجرور
 نعم ليس بعاقل من يدعوا إلى اجترار الماضي، والبكاء والعويل عليه وعلى مصائبنا المعاصرة، والأمر يتطلب نقاشات في التراث، وفي كيفية دس الروايات والاحاديث المشبوهة، ومواجهة التفسيرات المبطنة بالسياسة، وتقديم الحلول الفعلية المجدية، صحيح تتسارع الأحداث، وتنفلت الأمور منا، ولم نعد نشبه حالنا، وواقعنا يتطلب المواقف الناقدة والمباشرة والشجاعة، ولو كانت منهجيتنا ومناهجنا منطقية وعقلانية في الطرح والفعل ضمن معتقداتنا وحياتنا لما كان هناك مجال لاثارة العصبيات المذهبية، وكل هذه العصبيات لم يكن هدفها تطوير مجتمعنا ولا حماية المعتقدات، انما كانت لاهداف سياسية اقتصادية استحمارية بحتة
منها تم استغلالنا من سياسات نكفرها، ونتمنى أن نعيش في بلادها، نأكل من خيراتها، ونتعلم من علومها، ونطبب في مستشفياتها، ونستخدم كل اختراعاتها، ونقلد ملبسها، ومع ذلك نتغنى بأنها أمة كافرة، ونحن أمة لا تغفل، وبأنهم لا يعرفون الله لكنهم لا يكذبون، ويحترمون القانون، ونحن أمة نعرف الله، وهو معنا لكننا نكذب، ولا نحترم كتابه والقانون والجيرة، ونتحايل على الله بحجة العيش
ونذكر أهل الكتاب بما قاله رب العباد
“قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون