لأول مرة في لبنان، وبمبادرة فردية، أسس شربل دغفل (٣٦ عاماً)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، من بلدة عشقوت في كسروان، مشروع “ويل تشير تاكسي
wheelchair taxi
لتأمين خدمة النقل (تاكسي) للأشخاص المقعدين عبر سيارة تم تجهيزها لتكون قادرة على استيعاب الكرسي المتحرك
وقال دغفل في حديث خاص لـ”سبوتنيك”: “منذ ١٧ عاماً فقدت قدرتي على المشي بسبب حادث سير وكنت أجد صعوبة في التنقل، لهذا في البداية اشتريت سيارة من خارج لبنان مجهزة للأشخاص المقعدين، فلم أعد بحاجة لأشخاص ينقلونني من وإلى السيارة، ومن ثم إشتريت سيارة ثانية وفكرت في العمل على المشروع الذي نال إعجاب الكثيرين، لمساعدة الأشخاص على التنقل بكل سهولةا
وأكد دغفل أن فكرة المشروع موجودة بكثرة في كل دول العالم، ولكن في لبنان غير منتشرة، وأوضح “أن الدولة مقصرة في هذا الملف كما تقصيرها في باقي الملفات، ومنذ تأسيس دولة لبنان الكبير والدولة تتكل على المبادرات الفردية، ولكن نأمل أن يغير هذا المشروع نظر الدولة اللبنانية
والهدف الأساسي كما يقول دغفل، هو مساعدة المقعدين على التنقل من دون مساعدة، أما كلفة هذه السيارات فتبلغ حوالي ١٢ ألف دولار. وبهذا الإطار قال منسق الوحدة الإعلامية في “اتحاد المقعدين اللبنانيين” الصحفي عماد الدين رائف لـ”سبوتنيك”: “يبدو أن الدولة اللبنانية، وبعد ١٦ عامًا على صدور القانون ٢٢٠/٢٠٠٠ الخاص بحقوق الأشخاص المعوقين في لبنان، لا تزال بعيدة جدًا عن أي تطبيق فعلي للقانون تحت مظلة حقوق الإنسان بشكل عام. فلا الوزارات المعنية أصدرت المراسيم التنفيذية لبنود القانون التي تشمل جميع الشؤون الحياتية للشخص المعوق، ولا البرلمان اللبناني صادق
على الاتفاقية الدولية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادرة في العام2006
وأوضح أن حق الوصول للأشخاص المعوقين في أعلى سلم الأولويات، وهو حق إن طبّق، يعني أن الشخص المعوق يمكنه أن يجتاز عتبة بيته إلى الشارع والمدرسة والجامعة ومكان العمل وأماكن الترفيه
وحق الوصول يشمل تجهيز البيئة الهندسية لتغدو بيئة مجهّزة صديقة للأشخاص العوقين، كما نص القانون ٢٢٠/٢٠٠٠ في القسم الرابع منه. وكذلك يشمل تجهيز وسائل النقل العام والخاص ليتمكن الشخص المعوق من استخدامها باستقلالية
لكن للأسف على الرغم من أن القانون ينص على هذا الحق، نرى أن الأشخاص المعوقين بمعظمهم لا يزالون رهناء منازلهم أو المؤسسات الرعوية التي يعيشون فيها
وشدد رائف على أن “اتحاد المقعدين اللبنانيين” ثمن عاليًا مبادرة شربل دغفل، والاتحاد يأسف أن هذه المبادرات لا يتم إحتضانها من قبل وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية، التي يفترض بها أن تسعى إلى إعداد استراتيجية نقل شاملة تحترم حاجات جميع المواطنين، وأن تعمل على تجهيز وسائل النقل العامة للأشخاص المعوقين الذين يستخدمونها وفق القانون بشكل مجانيّ