لم يخطر ببال أب آسيوي الجنسية، أن ما يعوق مركبته عن الحركة أثناء الرجوع إلى الخلف، هو جسد طفلته الرضيعة ذات 18 شهراً وهي تحتضر، والتي توفيت بمجرد وصولها إلى المستشفى بفعل حادث دهس، تاركةً أسرتها في حالة ذهول وحزن عميقين من جراء هذا الحادث الأليم
وبحسب أحدث الإحصائيات الصادرة من الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، فإن النصف الأول من العام الجاري سجل تعرض 19 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عام و17 عاماً لحوادث دهس مختلفة، منهم من توفي فيها، وهناك من أصيب، وأن هناك 11 طفلاً ممن تعرضوا لحوادث الدهس تتراوح أعمارهم بين عام و8 أعوام، وجميعهم نتيجة الخطأ والإهمال وعدم الانتباه
حوادث مختلفة
وكشف العميد سيف مهير المزروعي مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي أن هذا الحادث المروع ليس الأول من نوعه في دهس الأطفال بمركبات من قبل أحد أفراد الأسرة، في محيط المنزل، أو خارجه خلال العام الجاري حيث سبقته حادثة دهس طفل في منطقة القوز من قبل والده المواطن، وتسبب في وفاته، وكذلك دهس آسيوي طفله في أحد مراكز التسوق في دبي أثناء محاولته إخراج مركبته من الموقف
وأشار العميد المزروعي إلى أن الحادث وقع الساعة الواحدة ظهر يوم الجمعة الماضية بمنطقة هور العنز بدبي، مؤكداً أنه تم إحالة الأب إلى نيابة السير والمرور لاستكمال التحقيق
وأشار العميد المزروعي إلى أن إجمالي حوادث الدهس التي وقعت في دبي خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 191 حادثاً؛ توفي فيها 29 مدهوساً من فئات عمرية مختلفة وأصيب 194 آخرون؛ منهم 153 ذكراً و41 أنثى، لافتاً إلى أن تلك الحوادث تقع نتيجة الإهمال، وعدم الانتباه بشكل عام من قبل قائد المركبة
آثار سلبية
وأكد مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي أن تلك الحوادث تترك أثراً سلبياً في نفسية مرتكب الحادث تستمر لفترات طويلة وتسبب في أمراض نفسية خاصة في ظل معايشة الموقف من قبل الأب والأم أو إحداهما، لافتاً إلى أن الإدارة العامة للمرور ناشدت مراراً وتكراراً أفراد الجمهور بضرورة التأكد من خلو المنطقة المحيطة بالمركبة قبل تحركها، ومناشدة الأسر بضرورة توفّر الرقابة لأطفالهم
وأفاد العميد المزروعي بأن أغلب الحوادث تكون بسبب صغر حجم الطفل مقارنة بالمركبة أو إغلاق النوافذ أثناء الحركة مما يصعب وصول مرايا السيارة إلى الخلف إلا في حالة وجود كاميرات وأجهزة حساسة تصدر أصواتاً في حالة وجود أي جسم أمام وخلف المركبة، مشيراً إلى أن أغلب الأطفال يركضون خلف الأب أو الأم وأن عدم الانتباه لهم يوقع مثل هذه الحوادث