فرضت جائحة فيروس كورونا المستجد التّباعد الجسدي بين النّاس، فأصبح تنفيذ كل شيء عن بعد الطّريقة السّائدة في العالم: للعمل، والإجتماعات، والتّعليم، وتقديم الخدمات. الواضح وفق تقديرات معظم التوقعات أن العمل عن بعد سيبقى جزءًا من النّظام السّائد حتى ما بعد انتهاء هذه الجائحة؛ الأمر الذي استدعى أن تطلق منصّة التّواصل الإجتماعي “تويتر” مذكّرة عمل تقضي بأن يعمد الموظّفون فيها إلى العمل عن بعد طوال الحياة دون الحاجة إلى العودة إلى مكاتبهم لاحقاً. هذا كله أدّى ازدياد الإهتمام بتطوير التكنولوجيا بشكل سريع، لما لها من آثار لا تحصر على المجتمع من حولنا، ولا يمكن تجاهلها مطلقاً. بل على العكس من ذلك، ما يجب علينا فعلاً هو إدراكها واستغلالها بما يخدم مصالحنا، والنّظر إلى تحدّياتها كفرص مواتية للتطوير وتحسين أساليبنا الحالية. بمعنى آخر، إن الوعي لما يدور حولنا من تطوّر تكنولوجي يعتبر من أكثر السبل فعالية لإعداد أنفسنا للمستقبل التكنولوجي المحتوم الذي يفرض السّؤال عن مدى استعدادنا لما هو آتٍ

في جو تزدحم فيه المعلومات المغلوطة على محركات البحث ومواقع التواصل الإجتماعي، ويصعب فيه الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة من إختصاصيين أصحاب الخبرة والكفاءة. وفي حين أن خبراء مجالات الصحّة البدنيّة، النفسيّة، الرياضيّة، الروحانيّة، والتنمية البشرية وغيرها يفتقدون المنصّة التي تبرز كفاءاتهم وتساعدهم في الوصول للجمهور الذي يبحث عن خدماتهم؛ من هنا انطلق مشروع

Helpdose

الذي يهدف تحديدا لتسهيل هذا التواصل بين النّاس من جهة، والخبراء في من جهة أخرى، ويسمح للجميع بأن يكونوا في طليعة أوّل شبكة عالميّة متخصصة تزوّد المستخدمين بالقيمة المنشودة وتمنح الخبراء كافّة الأدوات التي تنظّم عملهم من خلف الشّاشة. بالتوازي، يواكب الخبراء فريق متخصّص لضمان تسهيل سير العمل بأفضل طريقة ممكنة مقابل عضويّة سنويّة مدروسة يدفعها الإختصاصي

تمنح

Helpdose

المستخدمين فرصة تحسين صحتهم، وتطوير مهاراتهم، عبر خاصية الإستشارة المجانية التي تمكنهم من تعزيز التعارف مع الإختصاصيين لاكتشاف احتياجاتهم الخاصة. كما تتيح الفرصة للإختصاصيين بإدارة وقتهم و التحكم به و بالتالي تمكينهم من ضمان وقت أطول مع عائلاتهم وتحقيق دخل إضافي يساهم بشكل إيجابي في إنعاش ملموس لإقتصاد الدول التي ينتمي إليها الإختصاصيون

والجدير بالذكر أن فكرة المشروع تعود إلى سنة ٢٠١٢ حيث عانى المؤسّس علي بيضون من إضطرابات نفسيّة حادّة واحتاج للمساعدة الفعليّة لكنّه لم يستطع الوصول للمعلومات الدقيقة أو الإختصاصيين بسهولة في ذلك الوقت. حينها أدرك المؤسّس أهمية الإنطلاق بفكرة

Helpdose

، التي عزم على إطلاقها في مطلع عام 2021، ولكن تفشّي وباء فيروس كورونا، حفّزه على البدء الفوري واعتباره الوقت الأنسب لإحداث التغيير الذي يطمح إليه. فقام بتأسيس فريق من الشباب اللبناني الذي يحمل نفس الرؤية والتوجه، حيث رأى المشروع النّور بشكل رسمي في 11 تموز 2020 بعد 60 يوماً من الحشد المستمر للطّاقات على الرّغم من الإحاطة من أسوأ انهيار اقتصادي، مالي، صحّي، وسياسي شهده لبنان. وكانت النتيجة استقطاب 40 خبيراً من مختلف المجالات وجمع مبلغ مالي يضمن إنطلاق وسير المشروع

واليوم، تتظافر الجهود بين أعضاء فريق المشروع الذين تجاوز عددهم ال 40 شابّاً طموحاً، ينسّقون بمهارة ضمن أكثر من 10 أقسام متخصّصة: كتصميم الموقع، والتدقيق اللغوي، وإنشاء المحتوى اللغوي والصوري، وغيرها من الوظائف الخلّاقة على مستوى الموقع الإلكتروني وصفحات التّواصل الإجتماعي. ويشهد المشروع توسعاً مدروساً عبر التّعاون مع إختصاصيين من دول عربيّة مجاورة كالمملكة العربيّة السعوديّة، والإمارات العربيّة المتحدة، ومصر، والأردن، والكويت، وعمان؛ ناهيك عن توسع طال الولايات المتّحدة الأمريكيّة وأستراليا

رسالة المشروع إلى كل الشباب اللبناني، وشباب العرب، والعالم: “بدأنا

Helpdose

من الصفر؛ بظل كل الأوضاع الإقتصادية والظّروف والتّحديات التي يمر بها لبنان. وأؤكّد بأنكم تستطيعون الوصول بالإصرار والخطة المناسبة. وهذا ما أثبته فريق العمل
Rokaia Mrueh