حين ألقى رئيس الجمهورية ميشال عون خطابه، عشية إطلاق مئوية لبنان الكبير، انشغل اللبنانيون بالسّجال حول العلاقات اللبنانية – التركية، نتيجة الجدل الكبير الذي أثاره الرئيس عون في كلمته عن الحقبة العثمانية. لكن، في ظلّ هذا السّجال، كان الخبر الأساس، هو أنّ لبنان يتحضر في مطلع العام 2020 لإطلاق احتفالات مئويته كدولة مستقلة في العام 1920
هذه المناسبة التي وصفها عون بـ”الفريدة”، يبدو أنّ التّحضيرات لها ليست عابرةً وعادية، وهي مجهدة ومتعبة ومكثّفة، لا سيما أنّ ثمّة مسعىً واضحًا لتسجيل “إنجازات” وامتيازات في نوعية الاحتفالات الموعودة، التي ستستمرّ عامًا كاملًا، بدءًا من الأول من كانون الثاني 2020، حتّى كانون الأوّل من السنة نفسها
الأسبوع الماضي، ترأس الرئيس عون في قصر بعبدا اجتماعًا للهيئة الاستشارية للجنة العليا، المكلّفة تنظيم الاحتفالات بالمئوية، في إطار التحضيرات الجارية لتنظيم احتفالات مئوية لبنان الكبير. خُصّص الاجتماع للبحث في مختلف المجالات الّتي ستتضمّنها الاحتفالات، والرؤية التي وضعت لها على مدار العام 2020
هذه اللجنة التي يرأسها وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وضعت على طاولة الاجتماع سلسلة قرارات للبدء بمرحلة التنفيذ، ووضع برنامج العمل وأبرز النشاطات التي ستقوم بها الهيئة خلال سنة المئوية
حتّى الآن، لم تنته التحضيرات من وضع اللمسات الأخيرة على البرنامج السنوي الذي لم يكتمل بعد. وتشير معلومات خاصة لـ”المدن” من القصر الجمهوري، أنّ الاجتماع الذي ترأسه عون أخيرًا، لم يكن الاجتماع الأول للجنة العليا المكلفة تنظيم احتفالات المئوية، وإنّما هو السادس على التوالي، لكنّها كانت اجتماعات خلف الكواليس وبعيدًا من الإعلام، وهناك اجتماعات دوريّة كلّ أسبوع للغاية نفسها ومن أجل انجاز البرناج الذي “سيكون ضخمًا وكبيرًا وحافلًا بالنشاطات”
في الواقع، لا تبدو التحضيرات سهلة على الاطلاق لهذه المناسبة، التي يختبرها لبنان لأول مرّة في تاريخه. وحسب المعلومات، فإنّ البرنامج لا يزال قيد التحضير، وهناك عدّة وزارات وإدارات ومؤسسات مشتركة فيه، وحاليًا هناك عملية جمع للدعوات وبرمجتها لمدّة عامٍ كامل، “وبعد أسبوعٍ أو أسبوعين بالأكثر، يكون البرنامج الرسمي جاهزًا وكاملًا
اللافت في نشاطات المئوية أنّها لن تكون مركزية ومحصورة في العاصمة بيروت، و”إنّما ستكون متنقلة بين مختلف المناطق اللبنانية، ومختلف الإدارات والوزارات، وفي طليعتها الدفاع والتربية والثقافة والشباب والرياضة
أمّا في الوقت الراهن، وفق المعلومات نفسها، فإنّ اللجنة لا تزال في مرحلة “الغربلة”، تفاديًا لنشاطات مكررة، وهناك مسعى كبير لحسن توزيعها الجغرافي، كي تشمل كلّ المناطق اللبنانية وتكون في قلب الحدث، وجزءًا فعّالًا ومشاركًا في احتفالات المئوية. لذا، “هناك توزيع للمهام، وبإشراف الوزارات المختصة، واللجان، وكلّ حسب تخصصه ودوره”. كما أنّ الأولوية ستكون بعدم تضارب النشاطات في تواريخها بين المناطق، أمّا الأكيد وفق المعطيات، “هو أنّ هذه الذكرى ستفتتح العام 2020 باحتفال وطني كبير وشامل، كما سينتهي العام المقبل باحتفال وطني وشامل”، قبل أن ننتقل إلى مرحلة “ما بعد المئوية
المصدر: المدن