أطبقت المراقب في الجمارك رنا البعينو عينيها إلى الأبد، في حين لا يزال التحقيق بقضية موتها مستمراً لمعرفة في ما إن كان خلف لفظها أنفاسها الأخيرة جريمة من عدمه، في الوقت الذي يؤكد والدها جوزف لـ”النهار” أنّ “ابنتي لم تقع من سيارة زوجها شربل الهبر من طريق الخطأ، بل قتلت مئة في المئة”، وأضاف: “لم أوجّه إصبع الاتهام الى زوجها، وقد تقدّمت بشكوى ضدّ مجهول، لكنّني أريد معرفة ما حصل معها بالتحديد، وكشف الحقيقة كاملة، لذلك طالبت بتشريح جثتها
روايتا الزوج وعلامات استفهام
في اليوم المشؤوم، كانت رنا برفقة شربل في سيارته، إذ أكّد الأخير، كما قال جوزف، أنّه “بعدما انتهيا من تناول الكريب، طلبت منه رنا أن يتوجّها إلى مطعم لأكل السلطة”، ليطرح بعدها الوالد المفجوع علامات استفهام مفادها: هل من المنطقي أن تتناول الكريب ومن بعدها السلطة؟ لا بل هناك روايتان لدى شربل للحظة الكارثية، أولاهما إنّه كان يقود السيارة، وحين سمع صوت (آخ)، التفت ليجد رنا قد وقعت منها على طريق بحمدون، ليعود ويُدلي برواية أخرى بأنّه تلقّى اتصالاً من شقيقته حين التفت ولم يجد رنا، ليكتشف بعدها أنّها وقعت، وذلك على الرغم من أنّ السيارة من النوع الحديث التي تقفل أبوابها عند الانطلاق، ولا تسير من دون حزام أمان. عدا ذلك، وقع الحادث عند العاشرة ليلاً، وفق قول شربل، ولم يخبرنا حتى السادسة صباحاً
كانت ابنة بلدة كفرذبيان تتعرّض، وفق ما قاله والدها، للتعنيف والضرب من زوجها، إذ شرح: “شربل ابن صديقي وزميلي، فأنا سائق شاحنة في مرفأ بيروت، وكان شربل يقصد المرفأ مع والده، كونه لم يكمل علمه، وكان يفضّل البقاء الى جانبي، إذ كنتُ اعطيه المال
ومع الوقت، اشترى شاحنة ليتوسّع بعدها رزقه، ويصبح مالكاً لعدد من الشاحنات. وعندما تقدّم لطلب رنا، كنتُ راضياً كونه خيارها. كانت حينها طالبة في الجامعة”، لافتاً الى أنّه “حين كان فقيراً (ما كان في احسن منو)، لكن عندما أصبح غنياً، تغيّر. أصبح يضربها ويعنفها، كما بدأ بلعب القمار، وقد كنتُ أتلقّى دوماً اتصالات من ابنتي تُطلعني أنّها تتعرّض للضرب
وحين أتوجّه الى منزلها، كانت تعاود الاتصال بي وأنا في منتصف الطريق، مشددة على أنّها لا تريد أن تخرب بيتها، وتفضّل البقاء الى جانب بناتها
عائلة رنا تنتظر ما سيثبته التحقيق، في حين “لا يزال شربل قيد التحقيق”، وفق ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار”، وعن تشريح الجثة، أجاب: “هذا الأمر يعود الى قرار النيابة العامة، وفي ما إن كان المدعي العام سيعطي اشارة بذلك من عدمه، بعد طلب الطبيب الشرعي
والى حين كشف ما حصل مع رنا، تبقى الحقيقة الأكيدة أنّ الام لثلاث فتيات رحلت، تاركة فلذات كبدها ووالديها وكل من عرفها في حالة من الصدمة والحزن الشديد على فراقها الأليم
المصدر: النهار