عطفاً على البيان الصادر عن المديرية العامة لأمن الدولة- قسم الإعلام والعلاقات العامة بتاريخ 30 تشرين الأول 2018، فإنّ شبكة الجمعيات العاملة على السيدا في لبنان ومجموعة من حلفائها والتي لديها تاريخ في التوعية والعلاج على السيدا في لبنان منذ أكثر من 30 عاماً تستنكر بشدّة البيان المذكور وتعتبر أن ما ورد فيه يخرج عن المنطق لعدّة أسباب
إن التعايش مع فيروس نقص المناعة ليس بتهمة أو جناية إنما هي حالة صحية مزمنة تستلزم من الأشخاص أخذ العلاج والإلتزام به ولا تستدع زجّهم في السجن لهذا السبب
لا ينتقل الفيروس سوى بالعلاقة الجنسية غير المحمية مع شخص يحمل الفيروس ومن خلال التعرض للدم الملوث بالفيروس
إن التواصل أو العمل مع شخص متعايش لا يشكّل خطراً على حياة الآخرين والقول بغير ذلك ينمّ عن نقص في المعلومات وخطأ في المعتقدات يتوجب استبدالهما بالمعرفة العلمية الصحيحة والسليمة
إن التداول بأي معلومة علمية يجب أن يبنى من مصادر موثوقة والمتوفرة بغزارة في وزارة الصحة العامة والبرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان وفي الجامعات ومن خلال الأطباء الإختصاصيين والجمعيات المختصة وشبكة الجمعيات العاملة على السيدا في لبنان وأيضاً على المواقع الالكترونية وغيره من القنوات
إن التعايش مع السيدا لا يمنع الأشخاص من مزاولة عملهم أو متابعة حياتهم إنما التوصيات العالمية تؤكّد وتشدّد على ضرورة مواصلة حياتهم ومهنهم على غرار أي شخص آخر
لا يوجد أي قانون أو نصّ يمنع أي مهنة عن المتعايش مع فيروس نقص المناعة البشري
HIV
والسيدا .إن استخدام أدوات الوشم تكون شخصية ولا يعاد استخدامها والوشم لا يستدع خضوع الشخص إلى تخدير عام يجعله غائباً عن الوعي إنما يكون مدركاً وفي كامل وعيه أثناء الوشم
إن المتعايشين مع الفيروس هم من الأشخاص أصحاب الخبرات ويساهمون في الدخل الوطني ولهم مناصب في جميع القطاعات المختلفة ويُمنع حرمانهم من مزاولة خبراتهم. وان هذا البيان الذي ينشر الذعر والترهيب حول هذا المرض يدفع على أن يصبح المتعايشين عبء اقتصادي- إجتماعي على المجتمع. وان وزارة الصحة العامة من خلال برنامجها الوطني الخاص بالسيدا تقدّم للمتعايشين العلاج مجاناً وتعاملهم كمواطنين يحتاجون على غرار سواهم للعلاج المزمن
إن الإصابة بفيروس ال
HIV
يسبّب ضعف في المناعة عند الشخص ولا يسبّب إضطرابات نفسية نتيجة للإصابة به
إن نشر الوعي عن فيروس نقص المناعة هو واجب وأحد الأنشطة الأساسية التي تشغل الكثير من منظمات المجتمع المدني والوزارات المعنية خاصة وزارة الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة السيدا في لبنان، والوقاية لا تكون مبنية على ملاحقة الأشخاص المتعايشين وزجّهم في السجن كتدبير
احترازي ووقائي أو عزلهم إنما الوقاية تكون بنشر المعلومات الصحيحة حول كيفية انتقال الفيروس وتشجيع الأشخاص على الإلتزام بالوقاية
بناءً على كلّ ما تقدّم نحن شبكة الجمعيات العاملة على السيدا نجد أن التعامل مع هذه القضية لا يمتّ لا للعلم ولا لحقوق الإنسان ولا للقوانين بأي صلة، إنما هو عمل تمييزي يكرّس التنميط والوصم بامتياز إذ انه يصوّر HIV
كفزاعة ويحوّله بشكل خاطىء وصادم من فيروس يسبّب عند حامله فقط نقص بالمناعة، إلى قضية وطنية تهدّد الأمن القومي والإجتماعي في لبنان