بعد مرور تسعة أعوام على آخر انتخابات نيابية أجريت في لبنان، كشفت الانتخابات النيابية الأخيرة عن التغييرات الجذرية التي أصابت الطائفة المسيحية بشكل عام والطائفة الأرمنية بشكل خاص. ولعل هذه التغييرات تدخل في خانة هجرة الأرمن إلى أميركا والدول الأوروبية وتخليهم عن حق منح الجنسية اللبنانية لأبنائهم. غالبية من بقي اليوم، ينتمون إلى الفئة العمرية الطاعنة في السنّ، ما يطرح أكثر من سؤال حول وجود طائفة بأكملها باتت مهددة فعلياً بالانقراض
نسبة المواطنين المسيحيين اللبنانيين تتناقص في السجلات الرسمية. ذلك معلوم ولا شك فيه. لكن هذا التناقص لا يعني أن عدد المسيحيين العام يتراجع. ما ينخفض هو نسبة المسيحيين من المجموع العام، لأن تزايدهم الطبيعي، على السجلات، أقل من تزايد المسلمين. غير أن التناقص النسبي شيء، وتراجع العدد شيء آخر. هذا التراجع الحقيقي يحصل عند اللبنانيين من أصول أرمنية، الذين يتناقص عددهم بشكل دراماتيكي، أكان بالنسبة للأرمن الأرثوذكس أو الكاثوليك
مصادر الطاشناق تنفي أن يكون هناك تراجع أو أن يكون هناك أي هجرة استثنائية مختلفة عن هجرة بقية الطوائف. وأرقام المهاجرين المسجلة لديها لا تتجاوز المئات. إلا أنها تقول من جهة أخرى أن نسبة الوفيات تفوق نسبة الولادات، لذلك يعمل الحزب اليوم على تقديم حوافز مالية للعائلات التي تنجب ولداً ثالثاً، وأيضاً تقدم تسهيلات للشباب الراغبين بالزواج عبر التكفل بتكاليف الزواج ولاحقاً بتكاليف عمادة الأولاد. يلي ذلك تخفيضات في المدارس والجامعات وعمل جدّي على الحفاظ على الأرمن الساكنين في لبنان وثنيهم عن الهجرة. أما السبب الأهم لهذا التناقص الذي يصيب الأرمن، فيعزوه أصحاب الأرقام إلى عدم تسجيل الأرمن المهاجرين إلى أميركا وكندا وغيرها من البلدان لأولادهم في لبنان واكتفائهم بإعطائهم جنسية البلد الذي يقطنون فيه
المصدر: الأخبار