سافر المطرب الصغير مع الفرقة في رحلة فنية، وكانت كل فنانة في الفرقة تحنو عليه حنو الأم على إبنها، وكل واحدة منهن تحاول أن تستأثر به ليلة فتطلبه لينام بجوارها كي تغطيه إذا تعرى خوفاً عليه من البرد، وكان الفنان الصغير قد بدأ مرحلة المراهقة وعاد من تلك الرحلة التي إستغرقت فترة ليست بالقصيرة وقد ذبلت صحته تماماً، ولم يعد يستطيع الغناء لأن الرحلة بلياليها الحمراء إستنفدت كل ما فيه من شباب وقوة وصوت، عندها إضطر شاعر شهير لمنعه من الغناء لمدة عامين بعد أن تبناه فنياً حتى تمر فترة مراهقته بسلام، ولم يعد يسمح له بالغناء إلا بعد أن إسترد صحته وعافيته وعمد بعدها إلى إلحاقه بمعهد الموسيقى الشرقية ليتابع دراسته الفنية، أما الفنان المعروف فيعلق على تلك الرحلة بإعترافاته:” كانت المرأة ذات المعالم البارزة جداً تستهويني وكان الحب بالنسبة لي مثل الطعام يجب أن يكون طازجاً
وبدأ إسم الفنان الشاب يلمع في جميع الأوساط وإستطاع أن ينظم فرقة موسيقية إتخذت مظهراً محترماً بين جميع الفرق، وصار أيضاً أغلى مطرب في بلده ومن ثم في العالم العربي، وكان المتعهدين الكبار يتنافسون في سبيل التعاقد معه على إحياء حفلاته، وكان الشاعر الذي تبناه يُخطط له ويدير أعماله، فكان يأمر أن يغلق المسرح ويطلب من عدم بيع أية تذكرة بحجة أن العدد كاملاً!! والحقيقة أن العدد لم يكن كذلك أبداً وإنما كان الشاعر يريد أن يوحي للناس من أن الإقبال على مطربه كبير جداً، ونجحت هذه الوسيلة في أن تجعل الناس يعودون في اليوم الثاني والثالث والرابع للإستماع لمطربهم المفضل، وكان الشاعر يُغطي إيرادات الحفل من جيبه، إذ كان يدفع للمتعهد مبلغاً كبيراً ويحاسبه على أساس إن العدد كاملاً، كما كتب للمطرب الشعر وروائع الأعمال الفنية والأغنيات التي لحنها المطرب بنفسه وحفظها الناس
وكانت نساء الطبقة الراقية يتهافتن على حفلاته وللألتقاط صوراً معه إذ كن يريّن فيه فارس أحلامهن، وصارت حفلاته الخاصة ملتقى للطبقة المخملية وكانت السيدات يتحولن لعارضات أزياء ليلفتن إنتباهه، لكنه لم يهتم لكل تلك المغريات إذ كان طموحاً وتواقاً للحياة الذهبية
وظهرت في حياته سيدة ثرية مليونيرة من الطبقة ال
vip
كانت معجبه به جداً وتكبره بحوالي الـ 20 سنة وتملك الملايين من الدولارات بإستثناء الكنوز التي كانت ترقد عليها، ولم تفتح طاقة تلك الكنوز إلا للمطرب الوسيم الذي رغم الشهرة إلا انه كان لا يزال فقيراً ويتوق في قرارة نفسه لمظاهر الثراء الفاحش، وكانت تلك المرأة حديث المجتمع، حيث أن أغنى رجال الأعمال قد طلبوا الزواج منها لكنها رفضتهم جميعاً من أجل المطرب الشاب الذي لوّعها وأذل كبرياءها وجعلها تنثر الذهب والألماس تحت قدميه.. وغمرت المليونيرة مطربها بالهدايا الثمينة التي لم يكن يحلم بها كما دعته للسفر أكثر من مرة على حسابها إلى أوروبا، وتوطدت العلاقة بينهما وعرِف كيف يوقعها بشركه، وتعلم منها فن الحياة والأتيكت وكيف يتناقش مع الناس وكيف يأكل وكيف يتصرف وكيف يعيش.. ثم تزوج منها وبعد ثلاث سنوات بدأت الخلافات تدب في حياتهما وكانت نار الغيرة تشتعل في قلبها كلما إزدادت شهرته وصارت تتدخل في حياته بطريقة مستفزة، واعطت الحق بمناقشته في أعماله وصار يغتاظ منها ومن تدخلها في شؤونه الفنية ويرد على تصرفاتها الكيدية بأسلوب اللؤم كما صار يهرب منها للمبيت عند أي من أصدقائه للتعبير عن ضيقه وتبرمه من الحياة معها.. وكانت الزوجة المليونيرة تلاحقه وتبحث عنه وهو يزداد إبتعاداً عنها وظلت الحياة بينهما على هذا النحو إلى أن رأته يوماً مع فتاة شقراء رائعة الجمال في أحد أماكن السهر الراقية فهجمت عليهما وصفعت الفتاة فأضطرب المطرب وخاف من الفضيحة، فأضطر إلى الأسراع بفتاته إلى أقرب تاكسي لكي يُنقذ نفسه من الكارثة التي حصلت! ولكن من هي تلك الشقراء الفاتنة وما علاقتها بمطرب النساء المدلل؟
(يتبع)