بقلم//جهاد أيوب هو من يبادرك بالسلام قبل أن تبادره، ويرمي تحية تشعرك بأنه يحبك أكثر مما تحبه، مع إن العاملين في الجسم الإعلامي يتميزون بغالبيتهم بعدم المحبة هو يرسم ابتسامته المصحوبة بنظرات حادة حاسمة، وواثقة لزوم التجربة والتعب دون أن يزعجك، مع إن غالبية من في الإعلام يفرض علينا تواجده وزناخته، وثقل حضوره هو يعطيك رأيه بما يفقه بحسم المعرفة، وانت تصغي إليه باحترام وافقته أو لم تتفق معه، مع إن بقايا الإعلام وأكثرهم يفهم بكل الامور هو يقترب منك بتهذيب هامساً ليقدم لك خبر – لفت نظر، وينسحب كالنسمة، وكأنه لا ينتمي إلى جسم كل ما فيه هوبرة، واستعراضات، وثرثرات هو الزميل جمال فياض…ذاك الذي واكب الإعلام العربي الكلاسيكي والجدي والمتزن والمرن، والفوضوي والإعلام الاصفر، ونجاحات الكلمة حينما كان للكلمة رونقها، وإبداعات الزمن الجميل، وأيضاً يعيش اليوم مع الإعلام الافتراضي والمغشوش بكذبة الميديا المعاصرة، والجامح إلى إنتشار أسرع من السرعة، ولكن جمال فياض استوعب تلك وهذه، وجعل من حضوره بصمة تميزه، ولا تشبه آحداً، وحاول أن يتقدم إلى كل تكنولوجيا المرحلة دون أن يتقوقع مع ذاك الماضي وتقنيات الحاضر وتجاربه أحببته أم لا…تكريم الزميل د. جمال فياض في سوريا منذ أيام من قبل #مؤسس_الفينيق_السورية على جهوده الواضحة في الإعلام العربي يعني تكريمنا جميعاً، يعني ان ما قدمه من تعب وصبر، وتحمل من هم في مجال النجومية الفنية الغنائية حيث الغرور الفارغ قد تفوق عليهم جمال، وحسم مكانة ومكانته، ومساحة تليق به، وتجعلنا نحترمه اكثر جاء من فرنسا بعد ان درس الإعلام محملاً بأحلام تليق به وبجيله، عمل في مجلة لبنانية كانت على خصام مع غالبية الفنانين، فبدأ حواراته المختلفة، حوارات آنذاك اعتمدت على الجرأة والوضوح، والتقى كبار النجوم، وصالح تلك المجلة مع جميع الفنانين ليلقب بطائر المحبة والتصالح وكانت “الصدى”، مجلة ثرية بالأقلام والكلام، وغنية بأبوابها المنوعة، وواثقة من منافسة شرسة دون التنازل، جعلها منبراً للرأي والرأي الآخر وازدادت الحروب في لبنان، وذهب الحلم الورقي الذي توقف عند الأزمة إلى السوشال ميديا، ولكن اسم جمال سبق المجلة، وتنقله ضيفاً محبباً ومطلوباً على فضائيات العرب جعله منافساً لكل نجوم العرب دون أن يقطع برزق آحد منهم ومن أولاد الكار أذكر… ومع تلك التجربة وغزارة النشاط والكل يرغب في أن يكون له حضوره بين ذاك الكم المتميز الذي كان، وقد علم جمال بجهودي الفردية كطالب يخوض غمار الفن التشكيلي والادب في بيروت، والسعي الصافي لمنافسة معرضي بمعارض لأهم الفنانين دخل جمال “دار الندوة” في شارع الحمرا، ونظر إلى اللوحات التي كنت أعمل على توضيبها من أجل المعرض، وحسم قراره، وقال ” كل المطبوعات على حساب “الصدى”، وضمن رعايتها…وبالفعل هذا ما حصل، وانقذ بفعلته هذه شاب لا يوجد معه تكاليف كل المعرض…احتضن، شارك، كتب، وتحدث عن المعرض مع كل من يعرفهم…وكان النجاح…ولم يطلب قرشاً أو حتى قول شكراً… هكذا عرفت جمال فياض، وبدأت تتعمق الزمالة لأكتشف أنه يساعدك، يطرح اسمك، يترك لك مشاركات في مهرجانات دون أن يربحك الجميل، أو يصيح بانه هو من ساعدك…يفعل بما يفعل ويمشي نعم مصلحتي الشخصية قدمها لي جمال دون أن يربحني الجميل، ومصالحنا كإعلاميين في التواصل لم تصيب جمال بمرض إلغاء غيره، وهو فهم أن مصلحة الإعلام أن نكون معاً، ولكل منا جهوده ومساحته هذا هو جمال فياض الذي واكبته وعرفته، وربما تختلف معه فكرياً وكتابياً، ولكن ولا مرة سقط، ولا مرة تأمر، ولا مرة لم احترمه وأحبه كزميل وكصديق، وهو الإعلامي المجتهد الذي كرم اليوم وكأننا كرمنا جميعاً