بقلم//جهاد أيوب قبل اشتعال الحرب اللبنانية التي اطلق عليها لقب “الحرب الأهلية” في عام 1975، وكان بطلها حزب الكتائب بحجة سيطرة الفلسطينيين، مع أن قوات ياسر عرفات كانت آنذاك تدرب غالبية الاطراف اللبنانية عسكريا، ومع ذلك لا بد من شرارة تنطلق منها حروب الاغبياء، فافتعلت “جريمة البوسطة” من قبل قوات الكتائب التي تعمدت في حينه حمل لواء المسيحيين، والحقيقة كانت ولا تزال هي تكمن في الزعامة، والمتاجرة من أجل البقاء في السلطة المطلقة، واستغلال خيرات الوطن والشعب المسيحي، واستحمار المواطن المسلم تحت لواء لنا النصف، والنصف الخاص بكم لنا نصفه ولكم النصف الثاني انذاك كان المجتمع المسيحي يشكل أكثر من 50% من المجتمع اللبناني، شبه مسيطرا في منافذ الدولة، وشرايين التجارة فيها والأهم من كل ذلك الوجود، وما لم يتفهمه المجتمع المسيحي، وبالتحديد كنيسة الموارنة، وزعاماتها حتى الان أن الفضل الأول في النهضة العربية “لغة – أدب – فكر – وفن – وسياسة- إعلام” يعود إلى المسيحيين، وبالأخص المسيحي اللبناني، ولو تشعبنا قليلا نجد فكرة القومية العربية، الوحدة العربية، حركة البعث العربي، عمق الناصرية…انطلقت من الفكر المسيحي، لا بل معلقات الشعر عن القضية الفسطينية كانت بحناجر الصوت المسيحي، هذا كله حدث دون حرب، ودون دماء، ومن دون زيادة نائبا هنا ونائبا هناء كما دجل ساسة هذه الأيام من زعامات مسيحية فارغة من الدور المسيحي الرائد في الشرق وفي لبنان تحديدا أخذ المسيحيون وتحديدا الموارنة بتسييس دينهم وطوائفهم حتى قضوا على تأثير دينهم في حدود الوطن، اشعلوا الحرب الأهلية اللبنانية، كانوا وقودها الأشرار – هنا لا نبعد الدور الفلسطيني والإسرائيلي المصري بعد كامب ديفد، ولهذا حديث أخر، ولو لم يجد هذا الدور من يشجعه، ويفتح له الطريق لما توسع وانتصر خاصة من قبل الزعامة المسيحية – وقعت الحرب، ارتكب “الكتائب” الخطأ القاتل بتشجيع الكنيسة المارونية من خلال انشاء “القوات اللبنانية”، والتي بدورها ترعرعت في الكيان الصهيوني، وشكلت صورة عنه مع شعار الصليب، فأرتكبت أبشع الجرائم المشابهة لفعلة جرائم داعش اليوم، نعم القوات اللبنانية الحاملة للصليب المصنع في إسرائيل كانت في الحرب اللبنانية “داعش المسيحية بسبب داعش المسيحية تقلص عدد المسيحيين التنويريين في لبنان إلى رقم محزن، وحضر المال السعودي بشكل مخيف، زعامات مسيحية اشترت، ومنها سجنت حماية لها، ولتأمين الدور المستقبلي لها كما هو حاصل اليوم، وآخرى هجرت، ونكلت والخطأ لثاني الأكبر في الوجود المسيحي برعاية الكنيسة المارونية انذاك كان بالابتعاد عن المشاركة بالدولة، وهجرة الانتخابات فكان أن قلصت جوانح المسيحي بإرادته من وظائف الدولة ومن القرار، واستغل الفريق المسلم السني هذا الغباء المسيحي في الابتعاد، وتحديدا السيد رفيق الحريري، فشكل فريقه من نخبة مسيحية متعلمة، وليست مثقفة في فهم دورها إلى جانب مجموعة من مسلمين شيعة لا ترغب بالمقاومة وبمجابهة إسرائيل مع أن أرضها محتلة خاصة الجنوب اللبناني ذات الاكثرية الشيعية والمسيحية هنا بدأت هجرة الشباب المسيحي بشكلها الجنوني، وللأسف لم تتنبه الزعامة المسيحية إلى أن قوة الشرق بثقافة وحضور المسيحي، لعبت بالسياسة الكيدية فيما بينها ومع الشريك، حجمت حضورها من خلال حصولها على الدولارات، تجاهلت الوجود المسيحي الاجتماعي بكذبة الحصول على وزارة أو كرسي نيابي، وأخذت الزعامات المسيحية بغطاء كنسي من افتعال التقسيم السياسي والفعلي داخل الصف المسيحي، والمصيبة الكبرى تجاهل ما يحاك في المنطقة وللبنان حفاظا منها على مكاسب زعماتية ودولارية هجينة حتى أصبح عدد المسيحيين في لبنان أقل من 35 %، أي ليس نصف سكانه، والمناصفة جاءت منة وكذبة تجاهلت الحركة المسيحية أو ما تبقى منها لبنانيا ان الأمن الاستراتيجي الاسرائيلي يقوم على تفكيك المجتمعات المحيطة بها وخاصة لبنان، والقضاء على الجيوش العربية، وانهاء الوجود المسيحي المشرقي، واشعال الفتن العربية بحجة الربيع العربي وحقوق الأقلية، وللحق نقول أن المهلل لهذا المشروع بعلم ودراية واحيانا بجهل العنصرية هو الخطاب المسيحي في زعاماته ومع الكنيسة المارونية قبل أي خطاب لزعامات الطوائف الثانية من السنة والدروز بعد اغتيال رفيق الحريري خطأ المسيحية اللبنانية أنها لم تقرأ تاريخها الحضاري الذي صنعته بثقافة تنويرية مؤثرة، ومن المستحيل أن تصنعه بالدم، وزعاماتها بغالبية مطلقة تبحث عن المناصب على حساب النخبة والتأثير الفكري، لذلك أخترعت حقوق المسيحية الخائفة، وإذا فكرت بالوطنية والعلمانية، والغاء الطائفية حيث تتزعم قيادة هذا الخطاب تسارع لتنقلب عليه كما حدث مع “التيار العوني” بعد وصول العماد ميشال عون إلى كرسي رئاسة الجمهورية بدعم لم ولن يتحقق دون قرار المقاومة وفريقها، وأصبح خطاب فريق التيار أكثر تعصبا وطائفيا كما لو كان يتعمد أن يذكرنا بالتاريخ اللبناني قبل نيسان ال 75 ، أي قبيل اشتعال الحرب الفتنة، لا بل دخل لعبة تسييس المطالب طائفيا، وحدثت الوحدة مع القوات التي لم تقم بمراجعة وطنية لدورها ولسياستها، وظل خطابها اللإعلامي مشابها للخطاب الإسرائيل حتى لا أقول خطابها إسرائليا هو ليس اتفاقا مسيحيا، بل هو مصلحة بين زعامات مسيحية مبتورة خائفة من تلاشي كرسي الزعامة بعد أنتهاء ولاية الرئيس عون، وهذا الحلف الاتفاق مستعد لاحياء رماد الفتنة الطائفية، والتذكير بالحرب الأهلية، وتخريب البلد من أجل زيادة نائب مسيحي من هنا، ونقل نائب مسيحي من هناك، وكأن هذه الوحدة المسيحية المفبركة والمصنعة في لبنان الخطأ المسيحي الثالث والقاتل، وقد يكون السبب الفعلي لتهجير ما تبقى من مسيحيي لبنان على يد من ينقل البندقية من كتف إلى أخر دون اهتمام بحرمة المسيحي وكيانه وجذوره وشراع ثقافته المسيحي اللبناني هو مفتاح حضارة الشرق، بالعلم ينتصر، بالثقافة يتفوق، بالفكر يغير، أما انتقاله إلى بلاد الغرب بسبب غباء بعض زعامات المناصب لن يكون لصالحه، ولن يتمكن من ترك بصمة، أو من زرع ثقافة التغيير المعاصر كما فعل ويفعل هنا…ولعلم، وأشيرها إلى كل مسيحيي المشرق أن الدراسات الأوروبية والغربية الأميركية تؤكد أن المتفوقين من علماء وأطباء وطلاب في جامعات الغرب مسلمين من بلاد الشرق، وتحديدا من لبنان وسوريا وممن تبقى من فلسطين لماذا؟ لأن في تلك البلاد يشعر المسيحي بأنه يعيش في ثكنته، بينما المسلم يشعر بأنها مرحلة للأستفادة منها كي يثبت وجوده، بينما المسيحي المشرقي في الشرق هو الأساس، وهو الشريك والفاعل والفعل، وفي الغرب هو مجرد رقم هل يعي المسيحي اللبناني دوره الطليعي، ويتمكن من طرد زعاماته العنصرية الطائفية التي تستغله لتتربع على اكتافه وتدعسه، ويأخذ بمحاسبتها، وبالإيمان أن المسلم الوطني يحافظ عليه أكثر من الزعيم المسيحي الأجير؟